حاول زين العابدين الحواص، البرلماني المعزول المعروف ب"مول 17 مليار" المتواجد رهن الاعتقال، وهو يقف لأول مرة أمام هيئة الحكم بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، دحض الاتهامات الموجهة إليه بتبديد أموال عمومية، مستغربا من تواجده بسجن "عكاشة". "مول 17 مليار"، الذي فضل الوقوف أمام القاضي علي الطرشي، مساء أمس الثلاثاء، وهو يرتدي جِلْبابا على غير عادته، خاطب رئيس الهيئة قائلا: "أتساءل لم أنا هنا، ذهبت بحقيبتي إلى البرلمان فإذا بي أَجِد نفسي في عكاشة، هل لكوني قمت بواجبي؟"، مضيفا: "أنا تَنْفشْ عليكم قلبي يا سيدي الرئيس". واعتبر رئيس جماعة حد السوالم السابق، الذي تم عزله من طرف وزارة الداخلية، أن عددا من المصرحين في هذا الملف لهم خصومة سياسية، مضيفا أن "هؤلاء لا يتواصلون مع المواطن، والشوكة التي في حلقهم هي الحواص". وقال زين العابدين الذي كان ينتمي إلى حزب الأصالة والمعاصرة قبل أن يغادره ويشد الرحال إلى حزب الاستقلال: "نقوم بتشكيل لائحة من والُو وننجح لأننا لا نطلب رشوة، وأطلب من الإدارة التعاون مع المواطن الدرويش، أما المقاول وأصحاب المشاريع الكبرى نطبق معهم القانون". وتابع الحواص في تعليقه على تصريح للمسمى "أ. ل" قائلا: "أعرفه حق المعرفة، وكان من ضمن المرشحين لاستحقاقات 2015 باسم الأصالة والمعاصرة، وقد تقدمت للسلطات وأخبرتهم بأنني سأطعن فيه إذا بقي في اللائحة وتم حذفه، لأنه كان متابعا بترويج الكوكايين وغادر في سنة 2009 بناء على عفو ملكي، وهذا ما جعله يغضب مني". ونفى "مول 17 مليار" أن يكون قد قام بابتزاز بعض المقاولين الراغبين في تشييد عقارات على مستوى تراب البلدية، وقال: "هذا يحز في النفس، والله العظيم لم آخذ درهما من الجماعة، لذا أتساءل لم أنا هنا، هل لكوني قمت بواجبي؟". وفيما يتعلق بالتصريحات الصادرة عن صاحب إقامة "جوهرة السوالم" الذي أكد خلال الاستماع إليه أن الحواص رفض تسليمه رخصة البناء إلا إذا مكنه من مبلغ مالي كرشوة، وأمام رفضه الرضوخ لمساومات الحواص، وبعد عزل الأخير من الرئاسة، حصل المقاول على الرخصةَ دون عراقيل، قال "مول 17 مليار" إن "صاحب الإقامة ينتمي لأسرة رئيس تحرير جريدة وطنية مشهورة ولا يمكن طلب رشوة منه"، مضيفا: "لا يمكن أن أطلب منه رشوة، لأنه قد أَجِد نفسي في الصفحة الأولى للجريدة". واتّهم صاحب الإقامة المذكورة رئيس جماعة حد السوالم سابقا بابتزازه من أجل تسليمه مبلغا ماليا قدره 120 مليون سنتيم بواسطة أحد سماسرته المسمى "توفيق. ض"، خاصة بعد عودة الحواص في الانتخابات الجماعية لسنة 2015 وفوزه بالرئاسة عقب قرار عزله. وأضاف المستثمر العقاري أن رفضه الرضوخ لمساومات زين العابدين جعل هذا الأخير يوجد له عيوبا ويبدي ملاحظات غير موجودة بالتصميم المرخص به، ويرفض بالتالي تسليمه شهادة المطابقة.