تختتم الولاياتالمتحدة عام 2018 في ظل أداء جيد للاقتصاد بنمو قوي ومعدل بطالة وصل أدناه منذ نحو نصف قرن، بجانب أجندة حمائية تجارية دفعها الرئيس دونالد ترامب. وتمثل المؤشرات الاقتصادية مشهدا قد يدفع إلى الحسد، إذ بلغ معدل البطالة 3.7% في أكتوبر الماضي في أدنى معدل منذ عام 1969، مع تحقيق نمو اقتصادي في نهاية العام بنحو 3%. وحدث ذلك نتيجة حزمة التحفيز المالي الكبيرة للإدارة الأمريكية، مع استقطاع للضرائب للشركات والعمال نوعًا ما. وعاد ترامب من قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين في أواخر نونبر باتفاق ينص على هدنة مع بكين بعد ثلاثة أشهر من التهديدات وفرض رسوم جمركية بالملايين على الوردات الصينية. وأكد الرئيس ترامب في حسابه على شبكة "تويتر" الاجتماعية، عقب اجتماعه مع نظيره الصيني شي جينبينج: "العلاقات مع الصين حققت دفعة كبيرة إلى الأمام". وأبدت الأسواق المالية تفاؤلا إزاء تقليل التوترات بين واشنطنوبكين، وافتتحت بورصة وول ستريت الجلسة التالية بأرباح قوية، وارتفع مؤشر (داو جونز) الرئيسي للصناعات ب 1.23% بفضل "الهدنة" التجارية. وذكر بنك "نومورا" الاستثماري في بيان للعملاء: "هذا الاتفاق مؤشر آخر على شعور الرئيس ترامب بالتغيرات المالية والاقتصادية التي قد تسفر عنها سياساته التجارية". كما يلاحظ نجاح الرئيس في إعادة التفاوض على معاهدة التجارة الحرة لأمريكا الشمالية "نافتا". وأبرم الاتفاق الجديد، الذي يحل بديلا لذلك الذي بدأ مع كندا والمكسيك عام 1994، بعد ثلاثة أشهر من المفاوضات الشاقة في قمة بوينوس آيرس من جانب ترامب ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والرئيس المكسيكي السابق انريكي بينيا نييتو. وقال ترامب خلال مراسم التوقيع: "هذا اتفاق سيغير المشهد التجاري إلى الأبد". ويرى الرئيس أن المشكلة الرئيسية تأتي من الولاياتالمتحدة، وتكمن في البنك الاحتياطي الفيدرالي. ويعتبر ترامب أن البنك الاحتياطي الفيدرالي ورئيسه جيروم باول، الذي عينه بمجرد توليه البيت الأبيض، يعرضان النمو الاقتصادي للخطر بخطة الترشيد المالي. وقال ترامب مؤخرا عند انتقاد رفع أسعار الفائدة: "الآن لست سعيدا باختياري لجيروم". ورفع البنك الاحتياطي الفيدرالي منذ مطلع العام الجاري أسعار الفائدة أربع مرات بما بين 2.25% و0.50%. بينما تجاهل البنك المركزي تصريحات ترامب، مؤكدا استقلاليته كعنصر رئيسي للدفاع عن الاختصاصين الممنوحين من الكونغرس ويكمنان في استقرار الأسعار ودفع الوظائف. وقال باول في خطاب في النادي الاقتصادي بنيويورك أواخر الشهر الماضي إن الاقتصاد سيحقق "نموا مستمرا وقويا وسيشهد معدل بطالة منخفضا ومعدل تضخم بنحو 2%"، في مشهد "يعجبه كثيرا"، لكنه أوضح أن "الأمور أحيانا تختلف كثيرا عن التوقعات الدقيقة".