قال مسؤولون وعلماء إن كتلة كبيرة من الشطر الجنوبي لجزيرة "أناك كراكاتوا" البركانية ربما انزلقت إلى المحيط قبل دقائق فقط من اجتياح أمواج المد العاتية (تسونامي) ساحلا في إندونيسيا؛ لتقتل وتصيب مئات الأشخاص. ولقي 281 شخصا على الأقل حتفهم وأصيب المئات ولحقت أضرار بالغة بعدد كبير من المباني عندما اجتاحت الأمواج، دون سابق إنذار تقريبا، المناطق الساحلية المطلة على مضيق سوندا، الواقع بين جزيرتي جاوة وسومطرة، في وقت متأخر من مساء يوم السبت. وقالت مسؤولة إندونيسية إن أناك كراكاتوا كان ينفث الرماد والحمم منذ أشهر قبل انهيار جزء مساحته 0.64 كيلومتر مربع من الجانب الجنوبي الغربي للبركان. دويكوريتا كارناواتي، رئيسة وكالة الأرصاد الجوية، قالت: "تسبب هذا في انهيار أرضي تحت سطح الماء ثم أمواج المد العاتية في نهاية المطاف"، وأضافت أن الأمواج اجتاحت الساحل، بعد مرور 24 دقيقة. وقال العلماء إن صورا التقطها القمر الصناعي سنتنال-1، التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، أظهرت انزلاق جزء كبير من القسم الجنوبي للبركان إلى المحيط. وقال سام تيلور أوفورد، عالم الزلازل بمؤسسة "جي.إن.إس ساينس" البحثية في ولنجتون: "عندما تغوص قطعة الأرض في المحيط... تزيح سطحه مسببة الإزاحة الرأسية التي تسبب التسونامي". وأعاد وقوع أمواج المد العاتية قبل عطلة عيد الميلاد إلى الأذهان ذكريات تسونامي المحيط الهندي، الذي وقع بسبب زلزال يوم 26 دجنبر 2004 وأسفر عن مقتل 226 ألف شخص في 14 دولة؛ بينهم ما يربو على 120 ألفا في إندونيسيا. وقال تيلور أوفورد إن الثوران والضجيج الشديد قد يكونان السبب في عدم تسجيل الانهيار الأرضي بوسائل قياس الزلازل. بينما شدد علماء على أن تسبب بركان في أمواج المد العاتية قد يكون السبب في عدم رصد أي تحذير من الأمواج كما في حالات الزلازل. وقال سكان المنطقة الساحلية إنهم لم يروا أو يشعروا بأي مؤشرات، مثل هزة أرضية أو انحسار الماء على امتداد الشاطئ، قبل وصول أمواج يصل طولها إلى ثلاثة أمتار. وقال هوزيه بوريرو، خبير هندسة الشواطئ والمتخصص في مخاطر أمواج المد العاتية بمؤسسة "إي.كوست مارين" الاستشارية، إن أمواج تسونامي الناجمة عن انهيار أرضي بركاني يكون لها نمط مميز مقارنة بأمواج تسونامي الناجمة عن الزلازل والتي تمت دراستها بشكل أكبر. ميكا مكينون، وهي عالمة في فيزياء الأرض بمدينة فانكوفر في كندا، ذكرت أن جبل أناك كراكاتوا، وتعني الكلمة "طفل كراكاتوا"، نشأ من بركان كراكاتوا الذي ثار بشدة عام 1888. وأضافت أن البراكين مكونة من أكوام ضعيفة غير متماسكة من الصخور المنحدرة التي تنزلق طوال الوقت. وتابعت الخبيرة نفسها معتبره إن حدوث ذلك لجزء كبير قد يزيح ما يكفي من الماء لإحداث أمواج تسونامي. ويقع أناك كراكاتوا بالقرب من الساحل، لذا لم يكن الوقت ليكفي أبدا لإجلاء السكان. وختمت مكينون تصريحها باعتبارها أنه "من الصعب رصد أمواج المد العاتية الناجمة عن انهيار أرضي، وبالأخص ليس بالسرعة الكافية لإصدار تحذيرات مفيدة". *رويترز