شكل المستشفى الميداني العسكري الذي أقامته المملكة المغربية في قطاع غزة بالأراضي الفلسطينية، منتصف يونيو 2018، مبادرة إنسانية وتضامنية توخت مؤازرة الشعب الفلسطيني في محنه ومعاناته مع ظروف الاحتلال الاسرائيلي. وحرص المغرب على إطلاق خدمات هذا المستشفى الطبي والجراحي التابع للقوات المسلحة الملكية، الذي أعطى الملك محمد السادس تعليماته بإقامته في غزة، تجسيدا لالتزامه الراسخ بدعم الشعب الفلسطيني وقضاياه المشروعة. وتمثل هذه المبادرة التضامنية دعما فعليا ولا مشروطا ما فتئ الشعب المغربي يقدمه لشقيقه الشعب الفلسطيني في معاناته اليومية مع الاحتلال الإسرائيلي. وأتت هذه الالتفاتة الإنسانية النبيلة لتنضاف إلى سجل العمل الإنساني المغربي، عقب سلسلة من المبادرات المماثلة التي أقامتها المملكة بتعليمات ملكية في عدد من الدول الشقيقة والصديقة، وهو ما جعلها تحظى بإشادة كبيرة من قبل الساكنة المستفيدة وقادة تلك الدول. بقدر ما تجسد هذه المبادرة التزاما مغربيا رصينا بالحضور الفعلي في الميدان حتى في مواقع ساخنة، إن اقتضت الضرورة ذلك، بقدر ما تؤكد الحس التضامني للمملكة ورغبتها في إنقاذ أرواح بريئة في حاجة إلى دعم استعجالي. وما أسهم في نجاح مثل هذه المبادرات التضامنية الفعلية للمغرب، مع الشعوب التي تعاني ظروفا صعبة، الانخراط الواعي للأطباء والاخصائيين والممرضين من أفراد القوات المسلحة الملكية، الذين يتم نشرهم في مستشفيات ميدانية عدة، والذين لا يتوانون في تنفيذ مهامهم الإنسانية الدؤوبة على أكمل وجه من أجل نقل صورة مشرفة عن بلدهم وإبراز ريادته في العمل الإنساني والتضامني على الصعيد الدولي. وحسب العقيد أحمد بونعيم، الطبيب الرئيسي للمستشفى، فإن هذه الوحدة الطبية والتمريضية قدمت استشارات طبيبة وأدوية ل39 ألفا و621 فلسطينيا. وأضاف العقيد بونعيم، في تصريح صحافي، أن "المستشفى قدم، منذ شروعه في تقديم خدماته الطبية في 12 يونيو الماضي وإلى حدود منتصف أكتوبر الماضي، استشارات طبية ل39 ألفا و621 شخصا، ووزع 30 طنا من مختلف أصناف الأدوية على 32 ألفا و724 شخصا، بعد خضوعهم لفحوصات طبية متخصصة". وأشار بونعيم إلى أن الطاقم الطبي والتمريضي بالمستشفى استقبل منذ شروعه في العمل 23 ألفا و236 مريضا من أهالي القطاع والمناطق المحاذية، وأجرى تحاليل طبية مخبرية ل1843 شخصا. كما قام الفريق الطبي بالمستشفى، يضيف المسؤول ذاته، بإجراء صور الأشعة السينية ل3475 شخصا، وأجرى 322 عملية جراحية لمرضى وجرحى فلسطينيين كانوا يعانون من أمراض مختلفة أو أصيبوا خلال مشاركتهم في مسيرات العودة، مذكرا بأن الهيئة الطبية بالمستشفى أجرت تدخلات طبية طارئة ل2508 مرضى ومصابين بجروح. وسجل العقيد بونعيم أن الفريق الطبي والتمريضي، وكذا التقني واللوجستي المرافق، اشتغل ب"روح مهنية لافتة"، وأبان عن "حس تضامني ومهني صادق مع إخواننا الفلسطينيين". وقال: "حرصنا على تقديم خدمات طبية ذات جودة لفائدة المصابين والمرضى وكذا الحالات المستعجلة، في جميع التخصصات المطلوبة والمتلائمة مع الاحتياجات ذات الصلة، من قبيل جراحة الشرايين والجهاز الهضمي والعظام وطب الأطفال وأمراض الأذن والأنف والحنجرة وطب العيون، وطب النساء والتوليد". وأشار إلى أن جميع أطقم المستشفى "استقبلت على الدوام حالات مرضية وإصابات مختلفة، حيث سهرت بدون كلل على تمكين إخواننا الفلسطينيين من الاستفادة من خدمات طبية واستشفائية ملائمة في مختلف التخصصات وفي أحسن الظروف مع إيلائهم العناية الطبية الصحية اللازمة". وضم المستشفى جميع التخصصات المطلوبة والمتلائمة مع الاحتياجات الطبية ذات الصلة، من قبيل جراحة الشرايين والجهاز الهضمي والعظام وطب الأطفال وأمراض الأذن والأنف والحنجرة وطب العيون، وطب النساء والتوليد. وتم تجهيز هذه الوحدة الاستشفائية بمختبر للتحليلات الطبية ومرافق للعلاجات الأولية، وقاعة للمستعجلات وصيدلية، علاوة على أحدث التجهيزات اللازمة لإجراء الفحوص الطبية والأشعة، بما يمكن من التخفيف من معاناة الفلسطينيين وتجاوز الخصاص الذي يعرفه قطاع غزة في مجال الخدمات الطبية. *و. م. ع