في إطار تفعيل توصيات اللقاء الذي جمع عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، مع فعاليات جمعوية ومنتخبة من جهة سوس ماسة، أواخر نونبر المنصرم، والمخصص في جانب منه للتداول في سبل التخفيف من تكاثر الخنزير البري وأضراره على المحاصيل الزراعية، أطلقت المديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بالجنوب الغربي عمليات إحاشة واسعة بمختلف ربوع سوس، وخاصة تلك التي تًصنّف من النقط السوداء. وفي هذا السياق تمت إبادة 160 خنزيرا بعدة مناطق بسوس والجنوب، منها تزنيت، اشتوكة آيت باها، تارودانت وسيدي إفني، بمشاركة جمعيات القنص وخواص. وبلغ عدد عمليات الإحاشة المبرمجة 28 ، منها 13 إحاشة بإقليم تزنيت، وهي تهدف بالأساس إلى تنظيم أعداد الخنزير البري، الذي يتكاثر بوتيرة جد سريعة بهذه المناطق، مما يتسبب في إفساد المحاصيل الزراعية وإزعاج الساكنة. وقال عيسى مقدم، رئيس مصلحة الشراكة بالمديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بالجنوب الغربي، في تصريح لهسبريس، إن "التواجد في منطقة أنزي بإقليم تزنيت يدخل في إطار عمليات الإحاشة الرامية إلى التقليل من تكاثر الخنزير البري وأضراره على الساكنة وعلى المحاصيل الزراعية، حيث حُدّدت بإقليم تزنيت 10 مناطق تُعد سوداء، مما فرض تنظيم 10 إحاشات". وعلى مستوى الجهة، أوضح المسؤول ذاته أنه "بُرمجت 19 إحاشة، 10 بتزنيت، 5 باشتوكة آيت باها، 2 بتارودانت، و2 بسيدي إفني"، مضيفا أن "إدارة المياه والغابات ومحاربة التصحر تهدف من وراء ذلك القضاء على أكبر عدد من الخنازير، في إطار الاستراتيجية المعتمدة منذ سنين، والتي سيتم تكثيف العمل بها خلال السنوات القادمة، بتنظيم أكبر عدد ممكن من الإحاشات، سواء في النقط السوداء أو المناطق المؤجرة للقنص". أما إسماعيل بن عمر، المدير الإقليمي للمياه والغابات بإقليم تزنيت، فقال، في تصريح لهسبريس، إن "الهدف من تكثيف عمليات الإحاشة بالإقليم يكمن في القضاء على أكبر عدد ممكن من الخنازير، التي تُلحق أضرارا بالساكنة وبمحاصيلها الزراعية، بالإضافة إلى تعدد أخطارها"، مشيرا إلى أن "إدارة المياه والغابات ومحاربة التصحر حدّدت عدة نقط للانتشار الكبير لهذا الحيوان، بتنسيق مع الساكنة المحلية وجمعيات القنص وبالاستشارة معها". وأوضح أن "الإحاشات التي نظمت السنة الماضية، وعددها 102 إحاشة، مكّنت من القضاء على 1158 خنزيرا بريا". من جانبه، قال الحسين بولشكور، رئيس جمعية "الأمل للقنص" بتزنيت، في تصريح لهسبريس، إن "الانخراط في عمليات الإحاشة يأتي في إطار المساهمة في التخفيف من تكاثر الخنزيز البري، لما له من أضرار كثيرة على القاطنين بهذه المناطق، وعلى مستغلاتهم الزراعية، ونحن نجتهد من أجل مواصلة هذه العمليات، بتنسيق مع مصالح المياه والغابات ومحاربة التصحر، رغم التكاليف المرتفعة لتفعيل هذه العمليات، وفي غياب أي دعم من الجهات المعنية". وطالب بولشكور "بتمديد فترة الإحاشة وجعلها مرخصة على مدار السنة". يشار إلى أن تكاثر الخنزير البري ناتج بالأساس عن غياب الحيوانات التي تفترسه، مما يحدث اختلالات في التوازنات الإيكولوجية، مما يشكل خطرا على المزروعات المجاورة للأماكن التي يوجد بها، حيث تبقى الإحاشة التقنية الرئيسية المستخدمة من قبل جميع الدول المعنية بهذه الإشكالية نظرا لفعاليتها. أما تقنيات التدخل الأخرى فهي غير فعالة، خاصة في الأوساط الحساسة.