نشرت الشرطة الفرنسية ملصقاً يحمل صورة شاب في عقده الثالث تقول إنه المشتبه فيه بشن الهجوم الدموي في سوق عيد الميلاد بمدينة ستراسبورغ الثلاثاء الماضي، الذي أودى بحياة 3 ضحايا وعدد من الجرحى، ودعت كل من لديه معلومات أن يقدمها لوزارة الداخلية. وأوردت تقارير صحافية أن المشتبه فيه يسمى شريف شكاط، أو شيخات، (Cherif Chekkat) يبلغ من العمر 29 عاماً، رأى النور في مدينة ستراسبورغ الواقعة قرب الحدود الفرنسية الألمانية، من والدين من أصول مغربية، وكان بدون عمل. وحذر الأمن الفرنسي من التدخل في حالة رؤيته، ووصفه بالشخص الخطير. ومنذ وقوع الحادث الذي جاء قبل أيام من احتفالات السنة الميلادية، قام مئات من رجال الشرطة والدرك بتمشيط مدينة ستراسبورغ في عملية بحث عن المنفذ، وأغلقوا الجسور التي تعبر الحدود إلى ألمانيا، فيما أعلن رئيس الوزراء، إدوار فيليب، تعزيز الأمن بأسواق عيد الميلاد، لكن إلى حدود الساعة لم يتم العثور على المشتبه فيه. وتفيد المعلومات التي أوردتها عدد من الصحف الأوروبية بأن لشكاط "سجلا إجراميا طويلا، حيث أدين في أكثر من 12 جريمة، معظمها في فرنسا، إضافة إلى سويسراوألمانيا، وأدين لأول مرة عندما كان عمره 10 أعوام، وكان تحت المراقبة للاشتباه في تطرفه. وبلغت عدد الإدانات التي حصدها شكاط 27 في البلدان الثلاثة، وتتعلق بالسرقات والاعتداءات وسرقة السيارات، وكانت أول جريمة أقدم عليها، وهو في سن العاشرة، هي تعنيفه وابتزازه لشخص في وضعية ضُعف، كما سبق له أن أدين بالسجن النافذ سنة 2011 لاعتدائه على مراهق بزجاج قنينة. وأشارت التقارير ذاتها إلى أن شكاط كان "يقطن في حي معروف بالسلفيين، ويحمل أفكاراً متطرفة ويكره الغرب، وفرنسا على الخصوص، وأثناء دخوله السجن كان يمارس العنف والدعوة الدينية، وكان على صلة بالحركة الإسلامية المتطرفة في مقاطعة ستراسبورغ". وقبل وقوع الهجوم في ستراسبورغ يوم الثلاثاء الماضي، كان الهارب مطلوباً في قضية سطو مسلح، رفقة عصابة مع محاولة القتل، في غشت الماضي، وكان من المفترض أن يتم استجوابه الثلاثاء، يوم تنفيذه للهجوم، بخصوص هذه القضية، لكن حين حضر رجال الشرطة القضائية إلى منزله وجدوا قنبلة يدوية ومسدساً. وقد وضع أربعة من أقرباء شكاط، وهم والداه وشقيقان له، تحت الحراسة النظرية من أجل الحصول على معلومات حول مكان اختبائه. وجندت السلطات الفرنسية 720 عنصراً من قوات التدخل من أجل البحث عنه، من ضمنهم عناصر من العسكر، كما رفعت حالة التنسيق مع ألمانيا، خصوصاً مع وجود شكوك قوية حوله انتقاله إلى كيهل الألمانية القريبة من ستراسبورغ. ويأتي هذا الهجوم في مرحلة حرجة وفي وقت يرى فيه متتبعون أن فرنسا تواجه صعوبة في التعامل مع المتشددين المحليين والأجانب، وذلك جلي من خلال تعرضها لهجمات دموية في السنوات الماضية، أبرزها هجمات باريس ونيس ومرسيليا منذ سنة 2015.