لمْ يمنعْ عدمُ وجود مؤشرات للغاز في إحدى آبار تندرارا شركة "ساوند إنيرجي" البريطانية من مواصلة مُغامرتها في التنقيب عن منصّات الغاز بالجهة الشرقية؛ فقد أعلنت المجموعة المستثمرة في المملكة أنها شرعت في التنقيب في الموقع رقم "TE-10"، الواقع على بُعد كيلومترات من موقع "تندرارا"، وسطَ مخاوف من الوصولِ إلى نتائج "مُخيِّبة". ونقلت وكالة "إيكوفين" السويسرية أن "العملاق البريطاني المتخصص في التنقيب عن الغاز والنفط، ساوند إنيرجي، بدأ إجراءات التنقيب في الحقل الجديد بعدما تبيّن لهُ أنه يتوفر على موارد واعدة من الغاز تقدر ما بين 20 و34 تريليون قدم مكعب". ويقع البئر الجديد على بعد 25 كيلومترا شمال منطقة تندرارا، ومن المنتظر أن يستغرق برنامج التنقيب ما بين 30 و40 يوما، على أن يصل عمق الحفر إلى 2200 متر. ووفقاً للوكالة السويسرية، فإنَّ الأمر يتعلق ب"بئر ثانٍ من الآبار الثلاث المرتقب أن تشرعَ الشركة في استغلالها بالمنطقة الشرقية". وقالت الشركة البريطانية إن "هناكَ احتمال بلوغِ 2.7 مليار قدم مكعب من الغاز". ويملك بئر "TE-10" قدرة متوسطة تبلغ 128 مليار قدم مكعب من الغاز، بالإضافة إلى ذلك، ستشرعُ الشركة في استعمال آليات كبيرة ومتطورة بالمقارنة مع تلكَ التي تمّ توظيفها خلال عملية "بئر TE-9". وقدّرت الشركة البريطانية "فرص النجاح في بلوغ الغاز الطبيعي بالحقل المذكور بحوالي 26%". وتمتلك "ساوند إنيرجي" حصة 55% من المشروع. وفي مطلع 2016، تنازلت عن جزء من حصتها لصالح شركة "شلمبرجير" الأمريكية المشاركة في عمليات التنقيب منذ أبريل من العام الماضي، ضمن تحالف استراتيجي لتطوير المشروع. أما الحصة المتبقية من المشروع، فيستحوذ عليها المكتب المغربي للهيدروكربورات والمعادن. وقبل أسابيع، أعلنت المجموعة البريطانية أن أشغال الحفر في البئر "TE-9" على عمق 2925 متراً أسفرت عن عدم وجود غاز قابل للاستغلال، وبذلك أنهت عمليات التنقيب وقررت تركيز جهودها على البئر "TE-10" المتواجد في المنطقة نفسها. وتعمل الشركة، من خلال رخصة تندرارا في الجهة الشرقية، على أشغال التنقيب منذ أشهر، وتحليل معطيات الآبار وعينات من الصخور المستخرجة. وقد أظهرت تفاؤلاً كبيراً بإمكانية إيجاد كميات كبيرة من الغاز القابل للاستغلال. وتتوفر الشركة البريطانية على رخص للتنقيب عن البترول والغاز في منطقتي تندرارا في الشرق وسيدي مختار نواحي الصويرة، وقد بثت الأمل أكثر من مرة بوجود احتياطات هامة للغاز في المغرب، لكن السلطات ما زالت تتعامل بحذر مع الموضوع. وتعمل العشرات من الشركات في عمليات التنقيب عن البترول في المغرب، وقد بلغت الاستثمارات الإجمالية في هذا المجال سنة 2018 حوالي 1073.45 مليون درهم، فيما بلغت استثمارات المكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن ما يناهز 22.228 مليون درهم. ويبلغ عدد شركات التنقيب العاملة بالمغرب 15 شركة إلى حدود شتنبر الماضي، حسب أرقام رسمية لوزارة الطاقة والمعادن، تعمل على التنقيب عن الهيدروكربورات على مساحة إجمالية تناهز 146 ألف كيلومتر مربع، من خلال 28 ترخيصاً بالمجال البري، و58 ترخيصاً بالمجال البحري، وعقد واحد للدراسات الاستطلاعية بالمجال البري، و10 امتيازات استغلال.