محجوزات تضم مختلف أنواع المخدرات وآليات متطورة سريعة للتنقل، بحرا وبرا، استعرضتها فرقة مكافحة الجريمة المنظمة التابعة للمكتب المركزي للأبحاث القضائية، اليوم الأحد بمقر المؤسسة في سلا، بعد نجاح عملية إيقاف سبعة أشخاص يشتبه في ارتباطهم بشبكة إجرامية دولية تنشط في مجال الاتجار الدولي بمخدر الكوكايين؛ بين كل من المغرب وأمريكا اللاتينية وأوروبا. وتتكون المحجوزات ذاتها من شاحنة مسجلة بالمغرب، محملة بثلاثين رزمة من مخدر الكوكايين عالي التركيز، يناهز وزنها الإجمالي حوالي طن وأربعة كيلوغرامات، علاوة على زورقين مطاطيين وجهاز لتحديد المواقع بالإحداثيات "GPS"، ومحرك مائي وسيارتين رباعيتي الدفع، إحداهما موصولة بمقطورة. رضوان هلال، رئيس فرقة مكافحة الجريمة المنظمة بالمكتب المركزي للأبحاث القضائية، قال إن "المكتب تمكن من حجز طن و4 كيلوغرامات، من مخدرات الكوكايين والشيرا. كما استطاعت الفرقة الوصول إلى مبلغ مالي يقدر ب15 مليون سنتيم، وآلات وأدوات تستخدم من أجل الإبحار عبارة عن زوارق مطاطية وشراعية، فضلا عن دراجات نارية وأدوات أخرى"، مشيرا إلى أن "كمية مخدر الكوكايين المحجوزة عالية التركيز وسيتم خلطها بمواد كيماوية أخرى، لترتفع كمية المخدر وكذا قيمته المالية". وأضاف هلال، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "أغلبية الموقوفين من جنسية مغربية وتتراوح أعمارهم بين 34 و59 سنة، والبحث ما زال جاريا لإلقاء القبض على بقية المتورطين"، لافتا الانتباه إلى أن "المعنيين بالإيقاف لهم سوابق في مجال الاتجار الدولي في المخدرات، وهو ما دفع بالعصابات إلى استغلالهم بحكم درايتهم بالموضوع"، وزاد: "المحجوزات الحالية تعود إلى كارتيلات من أمريكا الجنوبية". أما وبكر سبيك، الناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني، فقد أوضح أن "هذه العملية الفريدة استطاعت الوصول إلى كميات مهمة من مخدر الكوكايين والشيرا، فضلا عن وسائل لوجستيكية من أجل التنقل"، مشيرا إلى أن "الشبكة تم تفكيكها بضواحي مدينة الجديدة، بعد رصد شاحنة محملة بممنوعات تم إخفاؤها بالخضروات". وشدد المتحدث، في تصريح لهسبريس، على أن العصابة لها امتدادات وطنية أخرى، حيث تم إلقاء القبض على عناصر منها بمدينة طنجة، وحجز زوارق وسيارات، وقال: "هذه العملية تعد الثالثة من نوعها خلال السنة الجارية: الأولى كانت في أكتوبر 2017، وضبط خلالها طُنان و558 كيلوغرام من المخدرات، ما بين مدن بوزنيقة والصخيرات والناظور؛ وعملية أخرى تمت في مدينة الداخلة، والتي أسفرت عن حجز طن و300 كيلوغرام"، مشددا على أن "تفكيك شبكة من هذا الحجم له دلائل تبين تغير المسالك البحرية المتبعة لتهريب المخدرات، واستهدافها لأرض الوطن؛ لكن هناك يقظة السلطات مكنت من إفشال كل العمليات". وأردف سبيك أن "مصالح الأمن المغربية تقوم بعمليات مشتركة، بين الأمن الوطني ومديرية إعداد ومراقبة التراب الوطني والشرطة القضائية"، كاشفا استثمار معلومات دقيقة تُمكن من إنجاز عمليات مثل هذه العملية، وزاد: "من بين المحجوزات كذلك أقراص مخدر الإكستازي، مصنوعة في الديار الأوروبية وتحديدا في هولندا، كانت قادمة صوب المغرب؛ لكن السلطات المغربية تمكنت من تجفيف الشحنات المرصودة".