اعتبر الأمين العام لحزب النهضة والفضيلة، محمد خاليدي أن تحالف الثمانية "جاء في إطار طبيعي، وأنه ليس تحالفا إيديولوجيا ولا انتخابيا، وإنما تحالف فرضته المرحلة الحالية ولاسيما تنزيل الدستور الجديد، ويسعى للعمل في إطار مشروع مجتمعي يروم النهوض بجميع فئات المجتمع، في إطار رؤية مشتركة لمستقبل البلاد". ودعا خاليدي في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، الأحزاب التي تنتقد التحالف، الذي قال إنه "يعبر عن النضج السياسي القوي الذي بلغته الأحزاب المنخرطة فيه"، إلى فهم حقيقة هذا التحالف الذي ليس موجها ضد أي جهة والمفتوح أمام جميع الأحزاب من أجل المساهمة في إطاره في التفكير في مغرب المستقبل. كما دعا باقي الأحزاب إلى الإطلاع على البرنامج الانتخابي المشترك للتحالف الذي يشتمل على مضامين قوية وهامة خدمة لمصلحة البلاد، بل وتشجيعه. وحول الإشكال الذي تطرحه مرجعية الحزب الإسلامية داخل التحالف الذي يضم أحزابا يسارية وليبرالية، قال خاليدي "إن التحالف لا يضم أي فكر آخر مضاد لأفكارنا، كما ضم البرنامج الانتخابي المشترك للتحالف عدة توجهات لها علاقة بالفكر الإسلامي وتكريس توجه المملكة كدولة إسلامية". وحول إمكانية استمرار التحالف بعد الانتخابات، أكد أن "مبدأ التحالف في هذا الشأن منذ تأسيسه هو الاستمرارية، أي أنه إذا فاز بالأغلبية في الانتخابات سيستمر في إطار الحكومة، أما إذا لم يحصل على الأغلبية فسيبقى في إطار المعارضة ببرنامجه". وشدد على أن استمرارية التحالف في كل الأحوال أساسية حتى يتم الحد من البلقنة خصوصا وأنه يتعين أن يواكب المشهد السياسي المغربي المستوى المتقدم الذي جاء به الدستور. هذا واعتبر ، أن المشاركة المكثفة للمواطنين في الاستحقاقات الانتخابية ليوم 25 نونبر من شأنها إبراز مستوى النضج السياسي الذي بلغه المغرب بعد إقرار الدستور الجديد، وذلك من خلال انتخاب نخبة سياسية حقيقية قادرة على تنزيل مقتضياته على الوجه الأمثل. وأبرز خاليدي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الظرفية السياسية الحالية تستلزم التعبئة القوية من قبل الجميع من أجل تطبيق القانون الأسمى الجديد للبلاد، الذي شكل "تطورا طبيعيا" للديمقراطية التي عرفتها المملكة منذ مدة طويلة، ويتميز عن الدساتير السابقة بإقراره لفصل أكبر للسلط ومنح عدة مؤسسات (الحكومة، البرلمان) صلاحيات واسعة. وأضاف أنه إلى جانب الدور الطلائعي الذي لطالما لعبه المغرب في العالم العربي في ما يتعلق بالديمقراطية، وكذا المستوى المتقدم الذي بلغه في كافة المجالات، فأن الظروف الدولية وكذا الحراك الداخلي يفرضان على المغرب مواكبة كل هذا الزخم بغية الاستجابة لحاجيات المجتمع المغربي ككل ومطالب الأحزاب والمجتمع المدني. وأبرز خاليدي أن حزب النهضة والفضيلة عمل منذ نشأته سنة 2005 على مواكبة التطور الذي يعرفه المغرب، وارتأى في هذه المرحلة الهامة من تاريخ المغرب الدخول في تحالف يؤكد من خلاله لجميع المغاربة "أن هذا الحزب ذي المرجعية الدينية لم يكن في أي وقت من الأوقات منعزلا عن الآخر، وإنما يشارك بقوة في مسيرة المغرب نحو الديمقراطية الحقة". وأوضح أنه في هذا الصدد، يندرج تحالف النهضة والفضيلة مع تشكيلات حزبية أخرى في إطار "التحالف من أجل الديمقراطية"، الذي شدد على أنه "محطة من المحطات القوية جدا للرد على الجهات التي تنتقد الأحزاب ذات المرجعية الدينية وتعتبر أنها ترفض تماما الديمقراطية". وحسب بلاغ لوزارة الداخلية حول العدد النهائي للوائح الترشيح المودعة برسم الدوائر الانتخابية المحلية البالغ عددها الإجمالي على الصعيد الوطني 92 دائرة محلية، فإن حزب النهضة والفضيلة أودع 36 لائحة أي بنسبة تغطية بلغت 39،13 بالمائة. وفي هذا الصدد، أكد خاليدي أن حزب النهضة والفضيلة راعى في اختياره لمرشحيه توفرهم على شروط المصداقية والنزاهة والاستقامة، "لأن العبرة ليست بالعدد، وإنما بموضوعية المرشحين".