يعيش فريق شابات أمل وزان لكرة القدم النسوية وضعا لا يحسد عليه، بعد مرحلة تألق ومسار رياضي حافل بصم عليهما الفريق بالقسم الوطني الأول قبل أن يهوي إلى القسم الوطني الثاني بسبب الإكراهات المالية وغياب الدعم والسند. تأسس الفريق النسوي لمدينة وزان قبل 20 سنة من الآن، بعد مخاض عسير وولادة قيصرية صارع خلالها العقبات إلى أن عانق النجاح بصمود وإصرار، متحديا أعراف المدينة المحافظة وقلة الموارد المالية، كل هذا لم يمنعه من التوهج ومقارعة فرق عتيدة بفضل رغبة جامحة لم تكبحها الحواجز وتحدتها إرادة مؤسسة الفريق ومدربته فدوى شرنان وثلة من اللاعبات المميزات. شكل صعود الفريق إلى قسم الصفوة سابقة في تاريخ الرياضة الوزانية، وجاء تتويجا لثمرة جهود ومثابرة كل الأطقم؛ غير أن بقاءه لم يدم طويلا، ليعود إلى القسم الثاني الذي يمارس فيه حاليا بسبب الإكراهات المالية والبشرية لمسايرة إيقاع ومتطلبات السوق الرياضية. لا تخرج معاناة "لبوءات أمل وزان" حاليا عن إطار المعاناة التي تعيشها الرياضة المغربية، إذ يعرف فريق الإناث لكرة القدم إكراهات كثيرة؛ أبرزها الهاجس المادي، ما أثر سلبا على المستوى التقني ومردودية الفريق، الذي كان مهابا بالأمس القريب. تلخص فدوى شرنان، مدربة الفريق، في تصريح لهسبريس، وضعية "لبؤات دار الضمانة" في غياب تشجيع الفريق ماديا من أجل تحسين وضعيات اللاعبات، واقتناء المعدّات، وجلب لاعبات من خارج المدينة، بحكم تحفظ العائلات الوزانية على السماح للإناث بالانخراط في الرياضة النسوية، عكس مدن أخرى، وما يرافق ذلك من مصاريف تثقل كاهل الفريق وتجعله يتخبط في دوامة الهزائم بعد دورتين على انطلاق البطولة. إكراهات مادية جمة تعيق مردودية الفريق لتحقيق نتائج أحسن، تضيف فدوى، خاصة تلك التي تتعلق بسدّ المصاريف؛ كمنحة اللاعبات أثناء التوقيع للفريق، ومنح المقابلات التي تختلف من مقابلة إلى أخرى ومن لاعبة إلى أخرى، بالإضافة إلى واجبات التنقّل والغذاء، إلى جانب مصاريف إيواء وإقامة اللاعبات المنحدرات من مدن أخرى ويمارسن ضمن صفوف الفريق وتطبيبهن. وعبرت شرنان عن أسفها للوضع الذي يعيشه الفريق، بحكم عدم وصول الثقافة الرياضية إلى العموم بالمدينة، مسجلة أن لاعبات الفريق لا يتدربن إلا لماما بسبب عجز الفريق على توفير سكن لهن، لا سيما أن غالبية اللاعبات الأساسيات هن من مدن أخرى غير وزان؛ وهو ما أثر على المردوية والأداء البدني والتقني. وشددت المتحدثة على أن الفريق يصارع حاليا للبقاء ضمن القسم الوطني الثاني، متخبطا في مديونية أزمت وضعيته بعدما تلقى وعودا لم تفلح سوى في زرع الإحباط واليأس وتراجع مستوى الفريق المفتقد للتحفيز. بحرقة وأسف، تتابع شرنان حديثها عن الفريق الذي أسسته رفقة رفيق دربها: "كنشوف الفريق كينهار قدام عيني"، في ظل غياب مستشهرين وشركاء بمقدورهم احتضان "أمل وزان" لاسترجاع مكانته ضمن أندية القسم الوطني الأول آملة أن تتضافر الجهود لتفعيل شراكات مستحضرة في الوقت نفسه مبادرة ترى النور قريبا تقف وراءها مقاولة محلية لدعم الفريق. وطالبت مدربة فريق شابات أمل وزان الجماهير الوزانية بتشجيع الفريق وحضور المباريات واقتناء تذاكر رمزية لما يلعبه الدعم المعنوي من دور كبير في ترجيح كفة الفريق في المستقبل على اعتبار أنه اللاعب رقم 12.