قوبلت محاولة أمريكية لحمل الأممالمتحدة على إدانة أعمال العنف من قبل حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) للمرة الأولى بالفشل يوم الخميس لأن مشروع القرار لم يجمع العدد اللازم من الأصوات في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وكان مشروع القرار يتطلب موافقة ثلثي أعضاء الجمعية. ورغم أن قرارات الجمعية غير ملزمة لكنها قد تنطوي على ثقل سياسي. وحصل مشروع القرار الأمريكي على 87 صوتا مؤيدا و58 صوتا معارضا بينما امتنعت 32 دولة عن التصويت ولم تصوت 16. وفي تحرك إجرائي طلبته الكويت، وافقت الجمعية المؤلفة من 193 دولة بفارق بسيط على ضرورة أن تكون الموافقة على مشروع القرار بأغلبية الثلثين وليس بأغلبية بسيطة. وكانت مندوبة واشنطن المنتهية ولايتها لدى الأممالمتحدة نيكي هيلي قد كتبت إلى الدول الأعضاء يوم الاثنين لتحثهم على التصويت لصالح مشروع القرار الذي صاغته الولاياتالمتحدة محذرة إياهم قائلة "الولاياتالمتحدة تتعامل مع نتيجة هذا التصويت بمنتهى الجدية". وهيلي، التي ستتنحى عن منصبها بنهاية العام، من أشد المدافعين عن إسرائيل. وقالت للجمعية قبل التصويت "قبل أن تروج الجمعية العامة للتسويات والمصالحة بين الفلسطينيين وإسرائيل بشكل يعتد به، عليها أن تدين، بشكل علني لا لبس فيه وبدون شروط مسبقة، إرهاب حماس". وتعمل الولاياتالمتحدة على خطة للتوسط في مساعي السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. لكن الفلسطينيين تساورهم الشكوك واتهموا إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانحياز لإسرائيل في قضايا جوهرية. وقال سامي أبو زهري المسؤول بحماس لرويترز إن رفض المشروع الذي صاغته الولاياتالمتحدة ضد "المقاومة" يمثل ضربة للإدارة الأمريكية ويؤكد على شرعية المقاومة. وقال سفير إسرائيل لدى الأممالمتحدة داني دانون إن الدول التي رفضت مشروع القرار ينبغي أن تخجل من نفسها. وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالدول التي صوتت للمشروع. واحتلت إسرائيل قطاع غزة في حرب عام 1967 لكنها انسحبت منه في 2005 بينما لا تزال تحتل معظم الضفة الغربية حيث يتمتع الفلسطينيون بحكم ذاتي محدود. ويخضع قطاع غزة لسيطرة حماس منذ أكثر من عقد ويفرض عليه حصار إسرائيلي مصري. وأدى ذلك لانهيار الاقتصاد وخلق ما وصفها البنك الدولي بأنها أزمة إنسانية في ظل نقص المياه والكهرباء والدواء. وتقول إسرائيل إنها لا تملك خيارا سوى فرض الحصار للدفاع عن نفسها من حماس، التي تدعو لتدمير إسرائيل وتستخدم غزة قاعدة لشن هجمات صاروخية. واتهم إسحاق الحبيب نائب مندوب إيران لدى الأممالمتحدةواشنطن بمحاولة صرف انتباه العالم عن الأسباب الجذرية للصراع وقال "نعترف بحماس حركة مقاومة شرعية تحارب لتحرير الأراضي الفلسطينية من الاحتلال الأجنبي". *رويترز