في غمرة تنامي الاهتمام بالمجال البيئي الذي تحيق به مخاطر جمة بسبب ارتفاع نسبة التلوث، أطلقت شركة أوزون للنظافة مبادرة هي الأولى من نوعها في المغرب ترمي إلى الحفاظ على البيئة، عبر تنظيم مسابقة تحت شعار "أنظف حي"، انطلقت من مدينة سطات وستشمل مُدنا أخرى. وتقوم فكرة المسابقة على التنافس على تحقيق هدف "أنظف حي"، وشاركت فيها ستة عشر جمعية، فازت منها بالجائزة خمس جمعيات، أشرفت على اختيارها لجنة مشتركة مكونة من ممثلين عن وزارة البيئة والتنمية المستدامة وعمالة إقليمسطات والمجلس البلدي للمدينة وشركة أوزون للنظافة. المدير العام لشركة أوزون، عبد العزيز البدراوي، قال في تصريح لهسبريس إن مسابقة "أنظف حي" لن تنحصر فقط في حدود مدينة سطات، التي انطلقت منها، بل ستمتد لتشمل خمسا وخمسين مدينة أخرى، تشتغل فيها شركة أوزون للنظافة. وأضاف عبد العزيز البدراوي أن شركة أوزون ترمي من وراء إطلاق مسابقة "أنظف حي" إلى التأسيس لثقافة جديدة لاحترام البيئة، خاصة لدى الناشئة، مبرزا أن احترام البيئة هو جزء من حب الوطن، "ففي حب الناس لمدنهم والحرص على نظافتها تعبير عن الوطنية الصادقة"، يقول المتحدث. وأردف البدراوي أنّ مسابقة "أنظف حي" مكّنت من ربح ستة عشر منطقة نظيفة في مدينة سطات، حيث سهرت الجمعيات الستة عشر المشاركة في المسابقة على جعل الأحياء التي تنتمي إليها نظيفة، وتنافست طيلة سنة كاملة في تزيينها، مضيفا أن المسابقة هي مقدمة لورش بيئي كبير سيجوب مختلف مدن المملكة. مسابقة "أنظف حي" حظيت بدعم عدد من الفنانين المغاربة المعروفين، وهم الممثل والمخرج رشيد الوالي، والممثلة نعيمة المشرقي، والممثلة نورة الصقلي، والممثلة منى فتو، ونبيل المتيوي، وحميد السرغيني، والممثلة نعيمة إلياس، كما حظيت بدعم عمالة إقليمسطات والمجلس الجماعي للمدينة. الفنانة نعيمة المشرقي قالت إن بادرة "أنظف حي" التي أطلقتها شركة أوزون للنظافة، سيكون لها أثر كبير في الحاضر والمستقبل، لافتة إلى أن الأجيال الصاعدة تحتاج إلى من يأخذ بيدها لتنشأ تنشئة صحيحة، وتسير على القيم نفسها التي كانت سائدة في المجتمع المغربي قديما. من جهته، نوّه الممثل والمخرج رشيد الوالي بمسابقة "أنظف حي"، وخصص الكلمة المقتضبة التي ألقاها بمناسبة توزيع جوائز المسابقة في مدينة سطات للتنويه بالعمل الذي تقوم بن عاملات وعمال النظافة، داعيا إلى تغيير نظرة المجتمع إليهم. وذرف الوالي الدموع حين كان يتحدث عن قصة عاملة نظافة صادفها تقوم بعملها في الشارع وهي مغطية وجهها بلثام لخجلها من نظرة المجتمع، قائلا: "اقتربت منها وصافحتها وسألتها عن سبب وضع اللثام على وجهها، فقالت لي: حيتْ حشومة". وأضاف الوالي: "يجب على عمال وعاملات النظافة أن يفتخروا بالعمل الذي يقومون به، وعلى المجتمع أن يغير نظرته إليهم، فمن السهل أن تكون موظفا وترتدي بذلة وربطة عنق وتتباهى أمام الناس، لكن ليس سهلا أن تستيقظ في الصباح الباكر، وتقوم بالعمل المضني الذي يقوم به عمال النظافة، خاصة النساء، ومع ذلك تبتسم في وجوه الناس".