ترأّستْ الأميرة أستريد، ممثلة العاهل البلجيكي، اليوم الثلاثاء، مرفقة برودي ديموت، وزيرٌ رئيسُ فدرالية والوني-بروكسيل، ووزير الشؤون الخارجية، ديدييه رايندرز، الافتتاح الرسمي للمدرسة البلجيكية بالرباط الذي تمَّ الإعلان عنه في شتنبر الماضي، بحضور وفد كبير من الوزراء وكبار الشخصيات البلجيكيين. وتشكّلُ المدرسة البلجيكية بالرباط ثاني مؤسسة تعليمية بلجيكية بالمغرب ذات برنامج تابع لاتحاد والوني-بروكسل، بعد أول تجربة ناجحة في الدارالبيضاء، وتستضيف أكثر من 1000 تلميذ موزعين على ثلاثة مواقع. التدشين الرّسمي للمؤسسة التعليمية البلجيكية بالرباط يأتي في وقت تراهنُ فيه "مجموعة المؤسسات البلجيكية" التعليمية على تعزيز تواجدها في المغرب، بعد المدرسة البلجيكية بالدارالبيضاء. وأفاد المسؤولون البلجيكيون بأن "المؤسسة المدرسية الجديدة ستشملُ جميع مستويات التعليم، لتتيح مسارا مدرسيا كاملا من الصف الأول إلى الصف الأخير من التعليم الثانوي، بطاقة استيعابية تبلغ 1500 تلميذ". وفي هذا السياق، قال فانسنت لوكريل، مدير المؤسسة التعليمية البلجيكية بالرباط: "استقبلت المدرسة البلجيكية في الرباط برسم السنة الدراسية الأولى، التي انطلقت في شتنبر 2018، تلامذة تتراوح أعمارهم بين 2.5 و8 سنوات" مضيفا أن "المدرسة تقدم البرنامج التعليمي لاتحاد والوني-بروكسل، الذي يتضمن دروسا في اللغة والثقافة العربية، بالإضافة إلى دروس في تاريخ وجغرافية المغرب". وأبرز المسؤول البلجيكي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن المؤسسة التي يترأس إدارتها "تنتمي إلى فئة المؤسسات التعليمية الأجنبية الموجودة في المغرب، وتعمل في إطار اتفاق التعاون ل 21 ماي 2014، المبرم بين حكومتي المملكة المغربية واتحاد والوني-بروكسل"، مضيفاً أن "هذا المشروع يروم تأهيل التلاميذ لاحتلال موقع نشيط في المجتمع عبر دفعهم إلى التحلي بالاستقلالية والمسؤولية، وتحسيسهم بالرهانات الاقتصادية والاجتماعية والبيئة، وتنمية روح الإبداع لديهم وإعدادهم لاستيعاب التقدم التكنولوجي". وخلال كلمة له أمام ممثلي وسائل الاعلام، أوضح لوكريل أن "المدرسة ستقدم دروسا في التاريخ والجغرافيا المغربية واللغة العربية خاضعة للمراقبة من طرف الوزارة الوصية" مشيراً إلى أن "المدرسة الموجودة بحي الرياض مفتوحة في وجه التلاميذ المغاربة والبلجيكيين"، قبل أن يؤكد أن "التلاميذ بعد حصولهم على الشهادة الختامية يمكنهم أن يتابعوا دراساتهم في الجامعات البلجيكية والأوروبية أو المغربية". وتمتد المدرسة البلجيكية بالرباط، التي بسطتْ تواجدها في حي الرياض، على مساحة 11 ألف متر مربع، مع قدرة استيعاب تصل إلى 1500 تلميذ تتراوح أعمارهم بين سنتين ونصف و18 سنة، بمسار كامل يمتد من التمهيدي إلى الثانوي. وصرح لوكريل بأن "المدرسة منذ افتتاحها خلال شتنبر الماضي استقبلت أكثر من 269 تلميذا من مختلف المشارب الاجتماعية". وقبل أن يلتحق التلاميذ بمقاعد الدراسة لا بد لهم أن يجتازوا امتحاناً تمهيدياً لقياس مدى قدرتهم على الفهم والاستيعاب، ثم بعد ذلك يمكنهم أن يشرعوا في تلقي الدروس التطبيقية والنظرية. وتقول مسؤولة داخل المؤسسة البلجيكية إنها لاحظت أن "معظم التلاميذ يتوجهون إلى الأسلاك العلمية والاقتصادية". وفي ما يخص تكاليف الدراسة، أبرز لوكريل أنها "معقولة وجد محفزة وفي متناول كل الشرائح الاجتماعية"، مشيرا إلى أنها ستكون وفق الأسعار المعمول بها ضمن شبكة المدارس الأجنبية بالمغرب، مع أسعار تفضيلية للمواطنين البلجيكيين المقيمين بالمملكة. وحول مميزاتها عن نظيراتها الفرنسية والأمريكية المتواجدة بالمغرب، قال مدير المؤسسة البلجيكية بالرباط إن "المدرسة تتوفر على أساتذة أكفاء ومتخصصين في التاريخ والأدب والعلوم، وسيخضعون لتداريب مكثفة ودورات تكوينية في بلجيكا من أجل تطوير قدراتهم المعرفية والتواصلية". وتنظم المدارس البلجيكية بالمغرب اتفاقية تم إبرامها في 21 ماي 2014 بين الحكومة المغربية وحكومة فدرالية والونيا-بروكسيل، بموجبها تطبق هذه المدارس المناهج التعليمية للفدرالية مع إدماج دروس في اللغة والثقافة العربية والتاريخ والبيداغوجيا تحترم توجيهات وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني المغربية. وعلى غرار باقي المدارس البلجيكية، يتوج البرنامج التعليمي على العموم بشهادتين؛ الأولى تهم الدراسات الأساسية بالنسبة للتعليم الابتدائي، والثانية تخص التعليم الثانوي وتؤهل التلاميذ إلى استكمال دراستهم العليا، سواء بالمغرب أو الخارج، خاصة ببلجيكا. وفي هذا الصدد، قال برودي ديموت، وزيرٌ رئيسُ فدرالية والوني-بروكسيل، إن "هذا المشروع الجديد الذي رأى النور اليوم يعكسُ حجم التفاهم الذي يجمع الحكومتين المغربية والبلجيكية"، مقراً بأن "أي تطور على المستوى الاقتصادي والتنموي لا بد أن يواكبه تطور على المستوى الثقافي والعلمي". وأوضح المسؤول الحكومي البلجيكي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "مدرسة الرباط هي ثاني فرع للمؤسسة البلجيكية التعليمية بعد مدرسة الدارالبيضاء، ومن المرتقب أن تستقبلَ خلال السنوات القادمة ألفا و500 تلميذ وتلميذة من مختلف مستويات التعليم الثانوي؛ وذلك وفق برنامج تعليمي بيداغوجي يستجيب للمعايير والقوانين المعتمدة من طرف الفيدرالية".