دعت هيئة التنسيق الوطنية للجمعيات النسائية وزارة التشغيل والشؤون الاجتماعية إلى تفعيل وتتبع التدابير التي أعلنتها بخصوص "عاملات الفراولة" اللائي يعملن في الحقول الزراعية بمنطقة "هويلفا" الإسبانية، متسائلة عن مصير الآلية المشتركة مع منظمات المجتمع المدني التي وعدت وزارة التشغيل بإحداثها، وعن مصير ملف العاملات اللواتي سبق أن اشتكين من تعرضهن للعنف والاعتداءات الجنسية، لاسيما مع انطلاق عملية التشغيل برسم السنة المقبلة. وطالبت هيئة التنسيق الوطنية للجمعيات النسائية، في بيان تتوفر جريدة هسبريس الإلكترونية على نسخة منه، بالاستجابة للتوصيات الواردة في مذكرتها المؤرخة في 10 أكتوبر الجاري، مبرزة أنها "تجسد جزءا من مطالب العاملات، خصوصا ما يتعلق بتنقيح عقود العمل، وترجمتها إلى اللغة التي تفهمها العاملات، ثم إمدادهن بنسخ منها ومن كل وثائقهن". وشددت الجمعيات النسائية على ضرورة "إلغاء الرسوم حول التأشيرات وكل المصاريف التي تشكل عبئا ماليا إضافيا على هؤلاء النساء في وضعية هشاشة وفقر، فضلا عن تحسين شروط العمل وضمان كرامة العاملات وحمايتهن من كل أشكال العنف والاعتداءات". وثمنت هيئة التنسيق الوطنية للجمعيات النسائية، التي تتشكل من اتحاد العمل النسائي وفدرالية رابطة حقوق الإنسان وجسور ملتقى النساء المغربيات والجمعية المغربية لمناهضة العنف ضد النساء، التدابير "الإيجابية" المعلن الاتفاق حولها بين الطرفين، معتبرة أنها بمثابة "تجاوب جزئي مع بعض التوصيات الواردة في مذكرتها". وأبرز الجمعيات ذاتها أنها "تنتظر منذ ما يزيد عن الشهر من أجل تحديد موعد من قبل مسؤولي الوزارة المعنية واللقاء بهيئة التنسيق بشأن استكمال المرافعة حول هذا الملف، بعد الندوة الصحافية التي قدمت خلالها المذكرة التي تروم وتقترح توصيات لتحسين شروط عمل العاملات الزراعيات بمنطقة هويلفا". وأردفت الجمعيات النسائية بأن التوصيات الواردة في مذكرتها تتعلق أساسا "بحملات التحسيس والتوعية والتكوين في الجوانب الثقافية، ثم توفير أطر ووسطاء بإسبانيا للتدخل في العملية؛ وكذلك ضمان أحد أدنى من أوقات العمل وتحسين شروط الإقامة ومجانيتها، إلى جانب إرشاد العاملات حول طرق الاستفادة من الضمان الصحي ومؤسسات التدخل بإسبانيا لحمايتهن من الأخطار". جدير بالذكر أن وفدا مغربيا من وزارة التشغيل والإدماج المهني والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات قام بزيارة إلى منطقة "هويلفا" جنوب إسبانيا، خلال الأسبوع الماضي، وذلك في إطار التحضيرات للموسم المقبل لتشغيل العاملات الموسميات المغربيات في حقول الفاكهة الحمراء. واتفق المسؤولون المغاربة والإسبان، بهذه المناسبة، على ضرورة استيفاء الشروط اللازمة لنجاح هذه العملية، حتى تتم الحملة المقبلة في أفضل الظروف لصالح العاملات المغربيات.