انطلق في الساعات الأولى من اليوم الأربعاء القمر الاصطناعي "محمد السادس ب" من محطة غويانا الفضائية، التابعة لفرنسا والواقعة على الساحل الشمالي لأمريكا الجنوبية. وهذا القمر مُخصص لمراقبة تراب المملكة المغربية، بعدما تم إطلاق القمر الاصطناعي الأول "محمد السادس أ" شهر نونبر الماضي. وتستغرق عملية إطلاق القمر الاصطناعي الثاني حوالي 55 دقيقة، بعد انطلاقه في الساعة 02:43 من ليلة الثلاثاء - الأربعاء، وقد قام صاروخ "فيغا" بنقله إلى المدار الفضائي. وسهرت على تطوير هذا القمر الاصطناعي الجديد كل من Thales Alenia Space وشركة إيرباص، وسيطلق نحو الفضاء ضمن الرحلة رقم VV13. وقد سهرت على إطلاقه نحو الفضاء شركة Ariane Space. وستوجه خدمات هذا القمر نحو أنشطة المسح الخرائطي وخدمة أهداف التنمية والرصد الفلاحي والوقاية من الكوارث الطبيعية وتدبيرها، إضافة إلى رصد التغيرات البيئية والتصحر. كما سيعهد لقمر "محمد السادس ب" بمهمة مراقبة الحدود والسواحل، وسيوفر على نحو متكامل، إلى جانب القمر الاصطناعي الأول، تغطيةً شاملةً وأوسع للمنطقة. ويسعى المغرب من خلال هذين القمرين الاصطناعيين إلى تطوير بنية تحتية تكنولوجية متقدمة وعالية الجودة لفائدة المراقبة الخرائطية، وهو ما سيمكنه من التقليل من اللجوء إلى التصوير الجوي أو طلب صور من لدن موردين دوليين؛ مما يعني أن القمرين سيعززان استقلالية المملكة في هذا المجال. كما سيسمح هذان القمران الاصطناعيان بمراقبة الحدود بشكل دقيق. وقد اعتمد المغرب على القمر الأول لرصد تحركات البوليساريو. وقد سبق له أن أمد الأممالمتحدة بصور لهذا القمر تُبين تحركات الجبهة الانفصالية ومناوراتها. وبهذا الإنجاز أصبحت المملكة المغربية من الدول الإفريقية التي تتوفر على هذه التكنولوجيا بعد كل من مصر وجنوب إفريقيا، وسيمكنها ذلك من أن تصبح رائدة في مجال علوم الفضاء دولياً. وكان المغرب قد أطلق أول قمر اصطناعي له في العاشر من دجنبر سنة 2001، يحمل اسم "زرقاء اليمامة"، حمله صاروخ روسي انطلاقاً من قاعدة فضائية توجد بكازاخستان.