يقف ترامب بين خيار الحفاظ على التحالف مع السعودية أو التسليم بما توصلت له وكالة الاستخبارات "سي آي ايه" من تورط محمد بن سلمان في مقتل خاشقجي. ويتمسك الملك بولي عهده، غير أن مصادر تقول إن نقاشا يجري داخل الأسرة للحيلولة دون اعتلائه العرش. ويبدأ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يوم الجمعة المقبل جولة خارجية تشمل الإمارات والبحرين ومصر قبل التوجه إلي الأرجنتين للمشاركة في قمة العشرين. وقال مصدر دبلوماسي خليجي في العاصمة السعودية الرياض اليوم الثلاثاء، وطلب عدم الكشف عن هويته لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن محادثات ولي العهد السعودي في الإمارات والبحرين ومصر "ستتناول تطورات الوضع في اليمن وسبل مواجهة الإرهاب وإيران ومسار عملية السلام في المنطقة إضافة إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين الرياض وعواصم تلك الدول". خياران أمام ترامب وتعد جولة ولي العهد السعودي (33 عاماً) هي الأولى له منذ جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده بإسطنبول الشهر الماضي. ووفقا لصحيفتي "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز"، فإن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) تعتقد أن الأمير محمد بن سلمان هو مدبر تلك العملية، وهو ما يضع الرئيس الأميركي في مأزق. ترامب منذ بداية القضية جاءت مواقفه متقلبة، فبعدما ندد في البداية بالجريمة واصفا إياها بأنها "إحدى أسوأ عمليات التستر في التاريخ"، شدد في اليوم التالي على أهمية التحالف مع الرياض، وكرر أن الأمير محمد نفى شخصيا في حديث معه أن يكون أمر بتنفيذ العملية. وقد تعززت علاقته بالأمير الشاب بفضل جاريد كوشنر، صهر ترامب، الذي أقام علاقة شخصية وثيقة مع ابن سلمان. كما أن الرئيس صرح الأحد أنه سيتلقى إيجازا بشأن استنتاجات "سي آي ايه" بحلول الثلاثاء على الأرجح. وقالت الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط لدى "مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي" ميشيل دون إن "لدى ترامب خيارين فقط". وتابعت "بإمكانه الموافقة على تقييم الاستخبارات ومع ما يرغب الكونغرس القيام به، ما يعني الإشارة علنا أو بشكل خاص بأن الولاياتالمتحدة لن تتعاون بعد الآن مع الأمير محمد بن سلمان". أما الخيار الثاني، فهو أن يواجه ترامب كل ذلك ويحاول حماية علاقة البيت الأبيض مع الأمير، الذي يدير شؤون المملكة بحكم الأمر الواقع. "أمراء كبار يريدون تغيير ترتيب ولاية العهد" والمخاطر كبيرة في الحالتين إذ إن قطيعة مع نجل الملك سلمان هي خطوة متشددة، لكنها لا تعني بالضرورة قطعا كاملا للعلاقات الثنائية، بحسب دون، التي أكدت أن "السعودية ليست محمد بن سلمان ومحمد بن سلمان ليس السعودية". وذكرت وكالة "رويترز" للأنباء أن ثلاثة مصادر على صلة وثيقة بالديوان الملكي في السعودية قالت إن بعض أفراد أسرة آل سعود الحاكمة بدأوا نقاشا هدفه الحيلولة دون ارتقاء الأمير محمد بن سلمان عرش المملكة. وقالت المصادر إن عشرات الأمراء وأبناء العمومة من الفروع ذات النفوذ في أسرة آل سعود يريدون تغيير ترتيب ولاية العرش لكنهم لا يريدون التحرك في حياة الملك سلمان بن عبد العزيز (82 عاما). ويدرك هؤلاء أن من المستبعد أن ينقلب الملك على ابنه المفضل. وقدّم العاهل السعودي مؤخراً الدعم لنجله، ففي خطابه السنوي أمام مجلس الشورى، أكّد الملك سلمان أن نجله، وجهاز النيابة العامة، يحظيان بثقته. وهذا أول خطاب علني للملك سلمان منذ مقتل خاشقجي. غير أن المصادر تقول لرويترز إنهم يتناقشون مع أفراد آخرين من الأسرة الحاكمة في إمكانية أن يتولى الأمير أحمد بن عبد العزيز (76 عاما) الشقيق الأصغر للملك سلمان وعم ولي العهد العرش بعد وفاة الملك. وقالت إحدى المصادر السعودية إن الأمير أحمد، شقيق الملك سلمان الوحيد الباقي من السديريين السبعة على قيد الحياة، سيحظى بتأييد أعضاء الأسرة والأجهزة الأمنية وبعض القوى الغربية. وقد عاد الأمير أحمد إلى الرياض في أكتوبر بعد أن قضى عامين ونصف العام في الخارج. وكان الأمير أحمد واحداً من الأفراد الثلاثة في هيئة البيعة، الذين عارضوا تعيين الأمير محمد وليا للعهد في 2017، وذلك حسب ما ذكره مصدران سعوديان في ذلك الوقت. ولم يتسن الاتصال بالأمير أحمد أو من ينوب عنه للتعليق، ولم يرد المسؤولون في الرياض على الفور على طلبات من رويترز للتعليق على مسألة خلافة الملك.