يحتفل المنتظم الدولي، اليوم 19 نونبر، باليوم العالمي للمراحيض؛ لكن في المغرب يغيب هذا الموضوع على النقاشات العمومية، وتبذل جمعيات مدنية معدودة على رؤوس الأصابع جهوداً من أجل إثارة الانتباه إلى أهمية توفير مرافق صحية عمومية ذات جودة. في مدينة سلا، نظّم نشاط جمعوي وحيد بهذه المناسبة من أجل التوعية والتحسيس لدى الناشئة. وكان ذلك من مبادرة جمعية النساء والبيئة، التي تترأسها فريدة جعايدي؛ وهي سفيرة سابقة للمغرب في كل من البرازيل والسويد. ودأبت هذه الجمعية الفتية على تخليد هذا اليوم العالمي منذ سنوات، وتعمل على الترافع لدى السلطات المحلية في العاصمة من أجل إيلاء الاهتمام لموضوع المرافق الصحية، والعمل على توفير القدر الكافي منها في الفضاءات العمومية؛ لكن الوضع لا يزال مقلقاً حسب فريدة جعايدي، حيث تقول في حديث لهسبريس إن "المراحيض العمومية في المدن المغربية شبه منعدمة وإن وُجدت فهي في حالة متردية، هذا بالإضافة إلى ضعف خدمات الصرف الصحي في المدارس والمؤسسات العمومية". وتقول جمعية النساء والبيئة حول هذا الصدد: "إذا كان ستار التحريم عن مشكلة المرافق الصحية قد تم تجاوزه ليصبح من الممكن التعرض لها، فإن الصرف الصحي يبقى ضرورة مطلقة للجميع وعاملاً من شأنه تحسين الظروف المعيشية لكل المواطنين خاصة". وتقول الجمعية إن هذا القطاع يمكن أن يوفر الكثير من فرص الشغل، سواء في المدن أو البوادي؛ من بينها المهن المتعلق بالتخطيط والتنفيذ والإدارة والصيانة والتثمين. وتؤكد جعادي أن هذا الموضوع يجب أن يكون أولوية لدى السلطات العمومية لما من آثار اجتماعية واقتصادية متعددة، مشيرة إلى أن المرافق الصحية القليلة المتوفرة في مدن المملكة لا تراعي شروط النظافة، إضافة إلى حال المراحيض في المؤسسات العمومية، من مدارس وكليات ومستشفيات وإدارات ومحطات قطار وإدارات عمومية. وتأسفت الفاعلة المدنية، التي شغلت منصب سفيرة سابقة للمملكة في كل من البرازيل والسويد، عن حال المغرب في هذا المجال، وقالت: "لا يزال العديد من المواطنين يتبرزون في الخلاء بسبب انعدام المرافق الصحية، هذا بالإضافة إلى المياه العادمة التي تلقى في الطبيعة دون أي معالجة قبلية في محطات التصفية". وتُحذر المتحدثة من تأثيرات هذا الوضع في المغرب على صحة الإنسان، فهذا الأمر حسبها يسهم في انتشار الأمراض الخطيرة كالإسهال الفيروسي والبكتيري والكوليرا والكساح والأمراض الطفيلية والالتهابات البولية، كما يؤثر غياب المرافق الصحية الضرورية مثلاً في المدارس على تمدرس الفتيات ويسبب تذمراً لدى السياح. وتشير الأممالمتحدة، بخصوص احتفالها باليوم العالمي لدورات المياه 2018، إلى أن توفر دورات المياه ينقذ الأرواح؛ لأن النفايات البشرية تنشر الأمراض القاتلة، وتعمل على الدفع إلى العمل على معالجة أزمة الصرف الصحي العالمية. ويوجد ضمان المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع ضمن أهداف التنمية المستدامة في أفق 2030 التي تبناها المنتظم الدولي وضمنه المغرب؛ لكن الأممالمتحدة ترى أن العالم لا يسير في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق ذلك. الإحصائيات التي تقدمها الأممالمتحدة في هذا الصدد تشير إلى أن ما يقرب من 4.5 ملايير نسمة بدون مرافق صحية مأمونة، في حين لا يزال 892 مليون شخص يمارسون التغوط في العراء، والأثر المترتب على الفضلات البشرية لهذا العدد الهائل من البشر مدمر على الصحة العامة وظروف المعيشة والعمل والتغذية والتعليم والإنتاجية الاقتصادية في كل أنحاء العالم.