وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقييما لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية ينحي باللوم على الأمير محمد بن سلمان ولي عهد السعودية في قتل الصحفي جمال خاشقجي بأنه "سابق لأوانه جدا"، وقال إنه سيتلقى تقريرا كاملا بشأن هذه القضية يوم الثلاثاء. وقال ترامب خلال زيارة لولاية كاليفورنيا إن هذه الجريمة "كان يجب ألا تحدث مطلقا". وأضاف ترامب بأن التقرير الذي سيتلقاه يوم الثلاثاء سيشرح من الذي تعتقد الحكومة الأمريكية أنه قتل خاشقجي، وما هو الأثر العام لهذه الجريمة. ولم يتضح من الذي يعد التقرير. وقال ترامب أيضا إن النتيجة التي توصلت إليها وكالة المخابرات الأمريكية بأن الأمير محمد مسؤول عن قتل خاشقجي "ممكنة". وأدلى ترامب بهذه التصريحات بعد ساعات من إعلان وزارة الخارجية الأمريكية بأنها مازالت تعمل على تحديد المسؤول عن قتل خاشقجي. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر ناورت في بيان "التقارير الصادرة في الآونة الأخيرة والتي تشير إلى أن الحكومة الأمريكية توصلت إلى استنتاج نهائي غير دقيقة... ما زالت هناك أسئلة عديدة ليس لها إجابات بشأن مقتل السيد خاشقجي". وأضافت ناورت أن الخارجية ستواصل البحث عن الحقائق والعمل مع دول أخرى لمحاسبة أولئك المسؤولين عن مقتل الصحفي "مع الحفاظ على العلاقة الاستراتيجية المهمة بين الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية". وما خلصت إليه وكالة المخابرات المركزية هو التقييم الأمريكي الأكثر حسما حتى اليوم الذي يربط، بشكل مباشر، الأمير محمد بجريمة القتل. كما أنه يناقض تأكيدات الحكومة السعودية بعدم ضلوع الأمير محمد في الجريمة. كان خاشقجي مقيما في الولاياتالمتحدة حيث كان يكتب مقالات بصحيفة واشنطن بوست، وكان ينتقد الأمير محمد. وقتل في أكتوبر داخل القنصلية السعودية في اسطنبول بعدما ذهب لاستلام وثائق كان يحتاجها للزواج. وبينما يضغط نواب من أجل إصدار تشريع لمعاقبة السعودية على حادثة القتل، حث أعضاء في مجلس الشيوخ من الجمهوريين والديمقراطيين ترامب على أن يكون صارما مع ولي العهد السعودي، الذي بنى علاقات شخصية قوية معه. وقال السناتور بوب كوركر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ على تويتر "كل شيء يشير إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أصدر الأوامر بقتل صحفي واشنطن بوست جمال خاشقجي. يجب على إدارة ترامب أن تحدد المسؤولية على نحو يتسم بالمصداقية قبل أن يعدم الأمير محمد بن سلمان الرجال الذين نفذوا أوامره فيما يبدو". وقال ترامب ومسؤولون كبار بالإدارة إنه يتعين محاسبة السعودية على أي دور لها في مقتل خاشقجي. وفرضت واشنطن عقوبات على 17 سعوديا لدورهم في الجريمة. لكن المسؤولين أكدوا في الوقت ذاته على أهمية العلاقات الأمريكية مع الرياض، وهي من بين كبار زبائن صناعة الدفاع الأمريكية. ويريد ترامب أن يحافظ على صفقات السلاح مع السعودية على الرغم من تنامي المعارضة في الكونغرس. وقال ترامب "لقد كانوا حليفا رائعا بحق فيما يتعلق بالوظائف والتنمية الاقتصادية.. بصفتي رئيس، ينبغي أن أضع الكثير من الأمور في الحسبان". *رويترز