رغوة من الحليب يعلوها شكل ورقة نبات القنب الهندي المخدر، رُسِمت بمسحوق الشوكولاتة، في أحد مقاهي كندا. يقول كريس جيمس، وهو صاحب المقهى الذي يقع وسط مدينة تورنتو، ويحمل اسم "كانابيز آند كوفي" (حشيش وقهوة)، القائم على تقديم مشروب الكابوتشينو مع مخدر الماريخوانا، إن الاخير ليس مدرجا بعد على قائمة المشروبات الخاصة بالمقهى. وعلى الرغم من اسم المقهى، إلا أنه سيتعين على زبائنه الانتظار حتى أبريل المقبل لكي يتمكنوا من شراء الماريخوانا هناك، لأن إقليم أونتاريو، حيث تقع تورنتو، سيسمح لمدخني المخدر بشرائه في البداية عبر الإنترنت فقط. أما من يرغب في الشراء من المقاهي، أو المحلات التجارية، فسيتعين عليه الذهاب إلى أي من الاقاليم الاخرى التي تسمح ببيع مثل هذه المواد. ويعتزم جيمس أن يمضي وقت فراغه في تنوير الراغبين في الحصول على الماريجوانا، والفعاليات المتعلقة بالقنب، بهدف إزالة وصمة العار المتعلقة بالمخدر من عقول الناس. ويصف تقنين الماريجوانا والحشيش بأنه خطوة أولى. ولن يكون هناك أي نوع من الاغذية الممزوجة بالحشيش، أو وضع القليل من مسحوق الماريجوانا في المشروبات بالمقهى ، وسيستغرق الأمر نحو عام حتى يتمكن المتعاطون في أونتاريو – وهو الاقليم الأكثر اكتظاظا بالسكان في كندا – من الحصول على منتجات مخلوطة بالمخدرات، مثل البسكويت والمشروبات، فوق ارفف المتاجر. من ناحية أخرى ، يقول داميان سميث ، الطالب الجامعي الذي يبلغ من العمر 20 عاما، إنه سيشعر بالارتياح لأنه لن يضطر إلى الذهاب لمقابلة صديق في موقف مظلم للسيارات للحصول على المخدر، خوفا من الشرطة. ويضيف سميث - الذي لا يعتزم تدخين مزيد من الماريجوانا بعد أن تم تقنين المخدر في كندا: "يمكنك أن تشتم رائحة المخدرات في كل مكان". ويتطلع سميث إلى تدخين الماريجوانا الان "دون أن ينتابه شعور بالذنب". ويبدو أن الشعور بالذنب بسبب تدخين الحشيش لا يزعج سكان تورونتو على الإطلاق. فبحسب دراسة أعدتها شركة "إنفايرونيكس أنالاتيكس" المعنية بإجراء الابحاث في الاسواق الكندية، فإن سكان المدينة البالغ عددهم نحو 3 ملايين نسمة ، يدخنون حوالي 142 مليون سيجارة ماريجوانا سنويا. أما ما يطلق عليها اسم "عيادات القنب" ، فتقوم الصيدليات الصغيرة الموجودة في الكثير من الاماكن بتورنتو ، ببيع الماريجوانا للاغراض الطبية، فقط لمن يحمل "وصفة طبية" (روشتة). ويسمح القانون - الذي دخل حيز التنفيذ في السابع عشر من أكتوبر الجاري، للكنديين فوق سن ال19، بحمل 30 جراما من الحشيش أو الماريجوانا في الاماكن العامة بغرض الاستخدام الشخصي ، أو زرع ما يصل إلى أربعة من نبات الماريجوانا بالمنزل. من ناحية أخرى، أدان المعارضون لقرار تقنين المخدرات الزيادة في عدد متعاطيي الماريجوانا في تورنتو خلال السنوات الأخيرة ، ولا سيما بين الشباب، حيث يقولون إن الخطر أصبح أكبر على القُصَّر بعد رفع الرقابة. أما المدافعون عن القرار، فلديهم وجهات نظر مختلفة. حيث يشيرون إلى أن القوانين القوية، خطوة طيبة للانتقال بالاسواق والأرباح بعيدا عن الجريمة المنظمة. ويأمل كثير من رجال الأعمال والشركات والباحثين، أن يؤدي تقنين الماريجوانا إلى ميلاد صناعة مزدهرة جديدة. ومن جانبه، توقع جريج بانتيليتش ، وهو رئيس شركة "إيه هاير ليفل أوف ثوت" (مستوى أعلى من الفكر)، التي تقوم ببيع الحشيش والماريجوانا عبر الإنترنت ، توفر كم هائل من الخيارات الحرة لدى الكنديين. ويتوقع بانتيليتش أن يجد الكنديون صعوبة في الاختيار ما بين المئات من العلامات التجارية الجديدة. وويقول إن شركته عن "خبراء في المخدرات"، لاجراء اختبارات على انواع مختلفة من الماريجوانا. وهي وظيفة مربحة، تتطلب من المتذوِق تقديم تقرير عن الماريجوانا على وسائل التواصل الاجتماعي. وأوضح بانتيليتش أن الامر لاقى قبولا ضخما. *د ب أ