يُقاسي متدرّبو التكوين المهني، خاصة الذين يفدون من مناطق بعيدة عن مؤسسات التكوين التي يتدرّبون بها الأمرّيْن، جرّاء تأخر استفادتهم من المنَحة الدراسية؛ فما زال هؤلاء المتدربون ينتظرون الحصول على نصف المنحة المتبقي من السنة الماضية، ومنحة السنة الجارية التي كان من المفروض أن يحصلوا عليها منذ شهر أكتوبر الماضي. وأكّد عدد من الطلبة المتدربين في مراكز التكوين المهني بعدد من المدن لهسبريس أنهم لا يعرفون متى ستُصرف لهم منْحة السنة الدراسية الحالية بعد مرور أزيد من شهر على موعد صرْفها، في ظلّ عدم تجاوُب إدارات المؤسسات التي يدرسون بها مع استفساراتهم، كما لا يعرفون سبب عدم صرْف الشطر الثاني من منحة السنة الماضية. "أنا كنْقرا في السنة الثانية هاد العام، وأنا من الوافدين، مزال ما كملو لينا المنحة ديال العام لي فات ولا هاذي ديال هاذ العام"، يقول ياسين، طالب يتابع دراسته في معهد التكوين المهني بالفقيه بنصالح، مضيفا: "العام الفايت خدينا غي النص ديال المنحة، بحال المتدربين اللي كيقراو في المدينة فين ساكنين، والنص الباقي مزال ما خديناهش". وينصّ المرسوم المُحدّد لشروط صرف المنَح الدراسية لبعض متدربي مؤسسات التكوين المهني على أنّ المنحة تُحدّد حسب إقامتهم، إذ يحصل المتدربون القاطنون في خارج المجال الحضري للمدينة التي توجد بها مؤسسة التكوين المهني التي يتابعون بها دراستهم على منحة دراسية كاملة، يصل مبلغها إلى 6334 درهما. ويحصل المتدربون المقيمون في المجال الحضري للمدينة التي توجد بها مؤسسة التكوين المهني التي يتابعون بها دراستهم على نصف المنحة الدراسية، ويصل مبلغها إلى 3161 درهما. ويتمّ صرْف المنحة الدراسية لمتدربي مؤسسات التكوين المهنية على ثلاثة أشطر؛ لكنّهم لم يحصلوا، خلال الموسم الدراسي الماضي على نصْف كل شطر، إذ عوض أن يحصوا على 1900 درهم في الشطرين الأول والثاني بالنسبة إلى الوافدين، حصلوا فقط على 950 درهما في كل شطر. ويعاني متدربو التكوين المهني جرّاء تأخر صرْف منحهم الدراسية، حسب ما أكده عدد من المتدربين، "كنعانيو بزاف حيتْ ما عندناش سَكن جامعي بحال الطلبة ديال الجامعة، يعني خصنا مصاريف الكراء والتنقل والأكل وغيرها"، يقول أحد المتدربين. ولجأ عدد من متدربي معاهد التكوين المهني إلى صفحات خالد الصمدي، كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، على مواقع التواصل الاجتماعي لبثّ شكاواهم إليه من تأخُّر صرْف المنَح الدراسية، في ظلّ عدم تلقيهم أيَّ توضيحات من إدارات المؤسسات التي يدرسون بها حول أسباب تأخّر صرْفها.