بدأ يوم الثلاثاء في أسبوعي بشكل اعتيادي، كسر مطر الصباح رتابتي، شعرت في مقهى الحي في سلا، بأن بردا قارسا يتسرب إلى حذائي، لم أنتبه إلى أن جواربي صيفية في تفقدي الإخباري اليومي، تواتر في جدران تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي، خبر أثارني إيجابيا، تحدي القراءة في العالم العربي، في مدينة دبي في الإمارات العربية المتحدة يقول متن الخبر أن الطفلة المغربية مريم، تفوقت على الجميع، في أكبر تحدي عالمي للمتحدثين باللغة العربية في يومي، ارتفع فجأة الأدرينالين إلى طاقته القصوى؛ مطر خريفي مبكر، يغسل القلوب والأرواح العاشقة للحياة، وطفلة مغربية تبتسم من قلبها، تفوز بتحدي القراءة، مع عبارة "مريم من المغرب" أتقدم أولا بالشكر الجزيل لتحدي القراءة، وللشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي يقف وراء هذه المبادرة وثانيا، الشكر الجزيل لعائلة مريم الصغيرة، الوالدين أي الأم والأب، لأنهما صنعا للمغرب اسما من البطولة وأخيرا عصفورة مغربية أخرى، تغرد عاليا من جديد استمتعت بمشاهدة مقاطع على مواقع التواصل الاجتماعي، لمريم تتحدث بلغة عربية فصيحة وسليمة، وبنفس طفولي دافئ في النطق، مع ابتسامة عريضة بصدق تمنيت لو كان وضعي الصحي، يسمح لي يوم الثلاثاء، بالرقص تحت المطر في سلا أو في الرباط ولكن جسدي بات عليلا، فاخترت أن أفرح بقلبي، لأن الطفل الصغير الذي يسكنني لا يقبل إخفاء أحاسيسه أو تزويرها فعندما يدخل الفرح إلى قلبي أبكي مثل طفل صغير أريت مشاهد تتويج مريم لابنتي الصغيرة غدير، لأن مريم طفلة وبطلة في تحدي عالمي في القراءة رفعت مريم رأس المغرب عاليا، لأنها تقرأ بنهم وبحب، وبدون توقف وهذه الطفلة مريم هي أيقونة جديدة لمشروع مجتمعي ممكن لكل المغاربة، إذا جعلوا من المطالعة تمرينا يوميا وللأسف الشديد، فإن المغاربة شعب لا يقرأ، يشبه المجتمعات العربية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط فلربما في المغرب نقرأ ربع صفحة في العام الواحد ولكننا نهتم في بيوتنا بكل التفاصيل، ولا نهتم بالكتاب؛ تبحث الزوجة عن الصالون العصري والتقليدي، ويبحث الزوج عن شاشة كبيرة لتتبع مباريات كرة القدم ويبحث الأطفال عن لعب الفيديو والحاسوب واللوح الرقمي ففي الرباط، في قلب شارع محمد الخامس، تبيع أشهر مكتبة حقائب السفر وحمالات المفاتيح وأشياء أخرى لا تنتمي للمكتبة ففي الرباط، يتعب حامل الكتب المقرصنة ورقيا، لا يبيع إلا القليل فلا أحد يهتم به إلا نادرا في الرباط دائما، بقرب مقهى الكوميديا، بائع يفترش كتبا، تشبع الكتب من يوميات حمامات الشمس ولا يعتريها من العابرين اهتماما إلا قليل في الرباط، عشرات الباعة للصحف وللكتب، مصيرهم الانقراض قريبا أو تغيير النشاط التجاري، ولعل أشهرهم صديقي الروبيو أي الأشقر أشكر مريم بكل العبارات وبكل اللغات، لأنها رفعت رأس المغاربة عاليا وأسأل مريم أن تختفي عن الأنظار، وسط جبال الريف، في إقليمتاونات الجبلي، لتواصل القراءة يا مريم أنت ولدت من أجل الكتاب، فأنت ابنة والديك ووطنك المغرب احتفائي بك يا مريم، بالكتابة لأنك قارئة جيدة، وعساني أحرك زوبعة من رمال، فعساها توقف كل هذه الرداءة التي تحاصرني من كل مكان وأخيرا تظهر طفلة ترفع رأس المغاربة، بعد ان شبعنا من إطلالات الأسماء التي تنجح في الغناء؛ وسرعان ما تحتل الشاشات باستمرار، ويتوقف مسار غالبيتها عن تقديم الجميل والجديد مريم لم تغني، مع احترامي لكل الفنانين المبدعين، ولكن مريم قرأت 200 كتاب في قرية جبلية مغربية، قبل أن تحمل حقائب سفرها للتباري مع الناطقين بالعربية في مدينة دبي العالم أنحني لك يا مريم الكبيرة في الإنجاز لأن أزمتنا قي المغرب في غياب القراءة وفي غياب القراء وانتشار الرادءة من خلف الأمية المتفشية.