منح مجلس (المكتب التنفيذي) للاتحاد الدولي لألعاب القوى بالإجماع، صباح الجمعة في موناكو، مدينة مراكش شرف استضافة النسخة الثانية لكأس القارات (كأس العالم سابقا عام 2014). وكانت مدينة مراكش قد استضافت بطولة العالم للعدو الريفي عام 1998 وبطولة العالم للفتيان في ألعاب القوى عام 2005. وأكد رئيس الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى ،عبد السلام أحيزون، في عرضه أمام أعضاء المجلس، أن المغرب "منبع الأبطال وبلد الرياضة بامتياز" سبق له أن استضاف كبريات التظاهرات الرياضية على غرار ألعاب البحر الأبيض المتوسط وبطولة العالم للعدو الريفي وبطولة العالم للفتيان في ألعاب القوى، فضلا عن كونه ينظم سنويا ملتقى محمد السادس لألعاب القوى (جائزة الدوري العالمي للاتحاد الدولي لألعاب القوى) الذي بات مصنفا ضمن أرقى الملتقيات على الصعيد العالمي. وركز أحيزون، في عرضه، على البنيات التحية التي تزخر بها مدينة مراكش ولاسيما منشئاتها الفندقية والرياضية التي تجعل منها مدينة أكبر المواعيد الاقتصادية والسياسية والثقافية والرياضية العالمية. وذكر أن من بين المنشئات الرياضية التي يحق لمراكش أن تفتخر بها على الخصوص ملعبها الجديد الذي دشن يوم خامس يناير الماضي (45 ألف مقعد) الذي يتوفر على مضمار لألعاب القوى من الطراز الرفيع وتستجيب كافة مرافقه وملحقاته للمواصفات والمعايير المعتمدة من طرف الاتحاد الدولي لألعاب القوى، فضلا عن ملعب سيدي يوسف بن علي، الذي احتضن بطولة العالم للفتيان عام 2005 والذي سيوضع تحت تصرف الوفود الرياضية. ومن جهته، عبر رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى لامين دياك، عن ارتياحه العميق لاستضافة مدينة مراكش هذا الحدث الرياضي الدولي الكبير، مؤكدا أن المغرب يتوفر على بنيات تحتية متطورة كفيلة بتأمين نجاح حدث رياضي من هذا القبيل ليس فقط على الصعيد الرياضي بل وأيضا على مستوى الإيواء. وذكر دياك بأن المغرب برهن في السابق على عن قدراته التنظيمية باحتضانه تظاهرات رياضية كبرى منها على وجه الخصوص بطولة العالم للعدو الريفي بمراكش عام 1998 وبطولة العالم للفتيان بذات المدينة عام 2005 واللتين أقيمتا في ظروف مثلى وكانتا ناجحتين بكل المقاييس. وقد جرى تقديم العرض المغربي الأخير بحضور وزير الشباب والرياضة ، منصف بلخياط، ونائب رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية المغربية ، كمال لحلو، وبعض أعضاء المكتب الجامعي. وبعد قرار المجلس إسناد تنظيم دورة 2014 بالإجماع لمدينة مراكش، التي كانت مرشحة إلى جانب مدينة الرباط لاستضافة هذا الموعد الرياضي الذي يقام كل أربع سنوات، تم التوقيع على دفتر التحملات وعقد تنظيم الكأس القارية من طرف كل من رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى السيد لامين دياك ووزير الشباب والرياضة السيد منصف بلخياط ورئيس الجامعة الملكية المغربية لالعاب القوى السيد عبد السلام أحيزون. ويعتبر إسناد تنظيم كأس القارات للمغرب ردا " لدين معنوي كان بذمة الاتحاد الدولي لألعاب القوى" الذي كان قد منح المملكة شرف تنظيم نهاية جائزة ألعاب القوى العالمية، في شتنبر 2010، لكنه ألغاها بعد إعادة هيكلة المسابقات والملتقيات التي يشرف على تنظيمها. وشكل التطور الكبير الذي عرفته ألعاب القوى الوطنية في الربع قرن الأخير والحضور الدائم للعدائين المغاربة في منصات التتويج بمختلف المحافل العربية والقارية والإقليمية والدولية، أكبر حافز من أجل الإقدام على هذه المبادرة التي لاقت دعما كبيرا من قبل أسرة ألعاب القوى الدولية. كما أن إسناد تنظيم هذه التظاهرة الدولية للمغرب يرجع بالأساس إلى المكانة المتميزة والسمعة الطيبة التي يحظى بها على الصعيد الدولي كبلد يتوفر على إمكانات بشرية وأطر من مستوى رفيع، فضلا عن كونه أرض ألعاب القوى بامتياز، أرض أنجبت أبطالا لايشق لهم غبار تركوا بصمات واضحة على ألعاب القوى العالمية، من طينة نوال المتوكل وسعيد عويطة وخالد السكاح وإبراهيم بوطيب ونزهة بيدوان وهشام الكروج وحسناء بنحسي وزهرة واعزيز وصالح حيسو وجواد غريب وقبلهم المرحوم عبد السلام الراضي والغازي الزعراوي. وقد عبرت هذه الأسرة ممثلة في الاتحادين الدولي والإفريقي عن رغبتها الأكيدة في تنظيم المغرب لكأس لعالم، التي تعد ثاني أعرق مسابقة ينظمها الاتحاد بعد بطولة العالم للعدو الريفي، حيث يرجع تاريخ تنظيم أول دورة إلى عام 1977 في دوسلدورف (ألمانيا) أي قبل تنظيم أول نسخة لبطولة العالم في هلسنكي (1983)، بستة أعوام، والتي أصبحت تحمل تسمية "كأس القارات" اعتبارا من دورة 2010 في سبليت (كرواتيا). وتجدر الإشارة إلى أن مدينة الرباط كانت قد استضافت سباق الأمم عام 1966 الذي توج بلقبه العداء المغربي الغازي الزعراوي (بنعسو). أما مدينة مراكش فقد استضافت بطولة العالم للعدو الريفي عام 1998، والتي اعتبرت من أنجح الدورات إن لم تكن أنجحها على الإطلاق ثم بطولة العالم للفتيان عام 2005. وتعد مراكش ثاني مدينة إفريقية تستضيف هذه التظاهرة الدولية بعد مدينة جوهانسبورغ الجنوب إفريقية التي كانت قد احتضنتها عام 1998 في صيغتها القديمة (كأس العالم).