تصرّ ميلشيات جبهة البوليساريو الانفصالية على انتهاك الاتفاقيات الدولية والقوانين المؤطرة للقوافل الإنسانية، حيث عمدت إلى منع وصول مساعدات قادمة من جمعيات إسبانية منذ يومين إلى مخيمات المحتجزين الصحراويين بتندوف، بغية اختلاس هذه المساعدات الموجّهة إلى المستشفيات والمدارس والسكان الذين يعيشون أوضاعا اجتماعية صعبة. وأفادت المعطيات، التي توصلت بها جريدة هسبريس الإلكترونية، بأن جبهة البوليساريو ضيّقت على قافلة الدعم الإنساني، التي يشارك فيها ما يزيد عن عشرين ناشطا إسبانيا، يتزعّمهم فرع حزب بوديموس ببلدة ريفاس فاسيا مدريد، إذ حجزت السلطات الجزائرية هذه المساعدات في ميناء وهران طيلة ساعات، في انتظار الحصول على الضوء الأخضر من قصر المرادية. وكشف موقع "المستقبل الصحراوي"، المقرّب من دوائر القرار في جبهة البوليساريو، عن دوافع المنع غير المبرر لهذه القافلة الإنسانية، مؤكدا أن بوحبيني يحي، رئيس الهلال الأحمر الصحراوي، أصدر تعليمات حازمة إلى تمثيليات جبهة البوليساريو في دولة إسبانيا، مفادها منع أي مساعدات تُرسل إلى المحتجزين في تندوف عبر خدمات البريد السريع، مشددا على أن جنرالات الجارة الشرقية سيقومون بمصادرتها. وطلبت عناصر جبهة البوليساريو من الجمعيات الإسبانية تسليمها هذه الهبات التي ستتكلف بتوزيعها على السكان؛ لكن النشطاء عبروا عن رفضهم لهذا الإجراء، مؤكدين استعدادهم لنقل المساعدات إلى المخيمات وتوزيعها على المستشفيات والمدارس بشكل فردي. ويمكن تفسير هذه التعليمات الجديدة برغبة ميلشيات جبهة البوليساريو في الاستمرار بنهب المساعدات الإنسانية التي ترسلها جمعيات الاتحاد الأوربي إلى مخيمات تندوف، التي تفتقر لأبسط ظروف العيش الكريم. كما أن قيادات الجبهة تسعى أيضا إلى إعادة توزيعها تحت يافطتها بناء على معايير قبلية، وبالتالي فهذا القرار الذي يخالف القانون الدولي يأتي من أجل خدمة المصالح الشخصية للأشخاص الموجودين في مراكز صُنع القرار بالدولة الجزائرية والقادة المؤثرين بالجبهة الانفصالية. وأوضح المصدر ذاته أن هذه العراقيل البيروقراطية التي تنهجها الجبهة فيما يخص القوافل الإنسانية، تفاديا لوصولها إلى مستحقّيها بشكل مباشر، تَحرم مئات السكان في مخيمات تندوف من الاستفادة من المساعدات التي يحتاجونها أكثر من أي وقت مضى، لا سيما أن عشرات التجار الذين يمتهنون نقل البضائع من الأسواق الموريتانية يعانون من عطالة إجبارية، بعد منع السلطات الجزائرية دخول شاحنات نقل البضائع والمحروقات إلى مخيمات تندوف، طيلة شهر كامل. وتراجعت العديد من جمعيات الاتحاد الأوروبي عن إرسال مساعداتها إلى مخيمات تندوف خلال السنوات الأخيرة، بعدما اكتشفت التلاعب الذي تقوم به جبهة البوليساريو منذ عقود، حيث يجري بيعها داخل الأسواق السوداء لحساب كبار قادة الجبهة الانفصالية وجنرالات الجيش بالجزائر.