يقتربُ المغرب من إطلاق خدمات القطار فائق السرعة TGV الذي سيرْبطُ بين الدارالبيضاءوطنجة، ويُرتقب أن يبدأ التشغيل التجاري له نهاية السنة الجارية؛ فبعدَ الحديث عن زيارة رسمية للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى المغرب، خلال الأسبوع المقبل، طارَ وزير الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، اليوم، إلى باريس، للقاء نظيره الفرنسي، وزير الشؤون الخارجية والأوروبية، جان إيف لودريان. ويُناقشَ وزيرا خارجية البلدين عددا من الملفات ذات الاهتمام المشترك، والتي تعكسُ قوة الشراكة بين الرباطوباريس، وفي مقدمتها إطلاق مشروع قطار فائق السرعة بين الدارالبيضاءوطنجة؛ بالإضافة إلى النسيج الاقتصادي الفرنسي الموجود بالمغرب. ونقلَ موقع الخارجية الفرنسي في قصاصة صحافية أن "بوريطة ولودريان سيُناقشان معاً القضايا الإقليمية والدولية التي تهمُّ الشراكة الثنائية، بما فيها مكافحة الإرهاب الذي يؤثر على بلدان المتوسط، على اعتبار أن الرباط تعدُّ حليفاً قويا لفرنسا، وتساهمُ بفعالية واضحة في هذا التحدي الدولي المشترك". كما سيَتباحث الوزيران الوضع المُقلق في ليبيا، خاصة أن المغرب استقبلَ أول أمس المبعوث الأممي إلى البلد المغاربي الذي يشهد انفلاتاً أمنيا يؤثر على باقي المناطق الحدودية، في ظل تنامي المنظمات الإرهابية في الساحل الإفريقي. وقالت الخارجية الفرنسية إن "هذه الزيارة ستُوفّر حوارًا معمقًا حول طرق زيادة تعزيز الشراكة الاستثنائية بين البلدين"، مضيفة أن "فرنسا هي أكبر مستثمر أجنبي في المغرب، وثاني أكبر مورد له (4.3 مليارات أورو من الصادرات عام 2016)". وفي هذا السياق، نقل موقع مجلة "جون أفريك"، المقربة من مراكز القرار في باريس، أن إيمانويل ماكرون سيحلُّ يوم 15 نونبر المقبل بطنجة، من أجل إعطاء انطلاقة القطار فائق السرعة، إلى جانب الملك محمد السادس. وأوردت المجلة الفرنسية الشهيرة أن "المشروع الذي كان قد أطلق في عهد الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، يعتبر فرنسيا بشكل كبير، إذ وفّرت فرنسا نصف كلفته المالية، وأنجزته مقاولات فرنسية"، مضيفة أن "هناك زيارة أخرى مرتقبة لوزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، هذا الأسبوع، إلى فرنسا، بهدف التحضير لزيارة ماكرون". ومن المرتقب أن يقطع القطار خط البيضاءطنجة في غضون ساعتين و10 دقائق بسرعة 320 كيلومترا، على أن يصل من "عروس البوغاز" إلى محطة الرباط في مدة ساعة و20 دقيقة. وتجدر الإشارة إلى أن مشروع الخط فائق السرعة "طنجة – البيضاء" يندرج ضمن مشاريع تهم كذلك تحديث وبناء أزيد من 40 محطة تعزز بعديد المرافق الحيوية، مثل المراكز التجارية والفضاءات الخضراء والمرائب، بغرض تحسين ظروف استقبال المسافرين ومواكبة التطور الحضري للمدن المغربية.