أعلن صندوق الإيداع والتدبير ومجموعة بريد المغرب، وهما مؤسستان تابعتان للدولة، عن إطلاق منتوج جديد للادخار موجه إلى الفئات التي لا تتوفر على مداخيل قارة، بهدف تدارك الركود المسجل على مستوى الادخار لدى المواطنين المغاربة مقارنة مع الدول الأخرى. وقال عبد اللطيف زغنون، المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير، في تصريح لهسبريس على هامش لقاء نُظم اليوم الأربعاء بالرباط بمناسبة اليوم العالمي للادخار تحت شعار: "الادخار، ضرورة لبناء المستقبل"، حضره مسؤولون مغاربة وأجانب، (قال) إن هذا المنتوج الجديد يحمل اسم "توفير سكن"، وسيمكن المدخرين مستقبلاً من بناء أو شراء سكنهم الخاص. وأضاف زغنون أن هذا المنتوج "يهدف إلى تحسيس المواطنين بأهمية الادخار؛ فقد لاحظنا أن نسبة الادخار عرفت ركوداً في السنوات الأخيرة وبقيت في مستوى منخفض مقارنة مع دول أخرى؛ لذلك هناك ضرورة لانخراط الجميع من أجل التوعية والتعبئة حول منافع الادخار، لأنه مهم للأشخاص وأيضاً لتمويل الاقتصاد الوطني". وفي عرضه الذي قدمه في اللقاء الذي يحتفل باليوم العالمي للادخار في ال 31 من أكتوبر من كل سنة، قال زغنون إن "صندوق الإيداع والتدبير يُمثل بالنسبة للسلطات العمومية مؤسسة لتأمين الادخار الوطني من خلال تدبير صارم للادخار الخاص بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وحسابات صندوق التوفير الوطني وصناديق المهن القانونية". وأضاف أن "تنمية الادخار في المغرب لا يمكن أن تتم بدون تعزيز الإدماج المالي وهو مكون ضمن الادماج الاجتماعي الذي يتيح للمواطنين الوصول إلى الخدمات الأساسية، أي التشغيل والصحة والتعليم والسكن، وهو يمثل تحدياً اقتصادياً واجتماعياً كبيراً، سواء للدول المتقدمة أو النامية". وشدد المسؤول الأول في ال"CDG" على أهمية "اقتراح صناديق الادخار والمؤسسات البنكية في المغرب لخدمات مالية مبتكرة من أجل تشجيع الادخار والادماج المالي"، مشيرا في هذا الصدد إلى مبادرة المغرب في التسعينات بإطلاق القروض الصغرى التي عرفت تطوراً كبيراً في العقد الأخير. وأقر زغنون بأنه "على الرغم من المجهودات الكبيرة المبذولة من أجل تشجيع الادخار، فإن مستواه عرف بعض التراجع بنسبة 28 في المائة سنة 2018؛ لذلك هناك ضرورة من أجل التفكير حول هذه المسألة للوصول إلى سبل رفع مستوى الادخار الوطني". ووراء هذا المنتوج الجديد الخاص "توفير سكن" رغبة في تنويع منتوجات الادخار في المملكة، لما له من منافع سواء للاقتصادات الوطنية أو بالنسبة للأشخاص، حيث يساعدهم على مقاومة الضغط أمام المخاطر التي قد تعترضهم في المستقبل بناء على فكرة وضع أموالهم في بنك عوض الاحتفاظ بها واكتنازها في بيوتهم. وتقدم البنوك المغربية منتوجات عديدة للادخار، سواء على المدى القصير أو الطويل، من أجل تمدرس الأبناء أو الاستفادة من مداخيل إضافية عند التقاعد أو لاقتناء سكن أو لتحقيق الأرباح على الأموال، لكن رغم ذلك تبقى نسبة ادخار المغاربة ضعيفة.