خاض الأساتذة المكلّفون بالتدريس خارج أسلاكهم الأصلية وقفة احتجاجية، صباح اليوم الاثنين، أمام مقر وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، من أجل الإسراع في تسوية الملف في شموليته دون قيد أو شرط أو إقصاء. وطالبت التنسيقية الوطنية للأساتذة المكلفين خارج إطارهم الأصلي بتغيير الإطار إلى الثانوي التأهيلي للأساتذة المجازين المكلفين بالثانوي بسلكيه (الإعدادي والثانوي)، وكذلك إلى الثانوي الإعدادي لغير الحاصلين على الإجازة، ويتعلق الأمر بالمكلفين بتدريس المواد العلمية والتربية البدنية. وفي هذا الصدد، قال عبد الصمد الزاهدي، عضو المكتب الوطني للتنسيقية الوطنية للأساتذة المكلفين خارج إطارهم الأصلي، إن "فئة كبيرة من أساتذة التعليم الابتدائي والثانوي جرى تكليفهم بالتدريس في مسالك أخرى لمدة سنوات، علما أن هذه التكليفات ليست قارة، خصوصا أنهم حاملون لشهادات الإجازة في التخصص؛ لكن تخلّت الوزارة عن هذا الملف". ودعت التنسيقية ذاتها إلى اعتماد المقاربة السابقة التي نهجتها الوزارة الوصية على القطاع مع الأطر التعليمية الأخرى، مثل ملحقي الإدارة والاقتصاد والملحقين التربويين والأساتذة المكلفين بالتفتيش، الذين غيّروا إطارهم وفق المادتين 109 و111 من النظام الأساسي الخاص بموظفي وزارة التربية الوطنية، فضلا عن احتساب أقدمية سنوات التكليف في الإطار الجديد وإصدار التعيينات داخل المديريات الأصلية. وأضاف الزاهدي، في حديثه مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الملف المطلبي ليس وليد اللحظة؛ بل نناضل عليه منذ سنة 2006 من أجل انتزاع حقنا الأساسي في تغيير الإطار، إذ استعانت بنا الوزارة في ظل الخصاص المهول الذي عرفته وزارة التربية الوطنية آنذاك". وأوضح المتحدث ذاته أن "مجموعة من الأساتذة يشتغلون بالثانوي التأهيلي ليفاجئوا في نهاية السنة بإرجاعهم إلى إطارهم الأصلي، الذي هو الإعدادي أو الابتدائي، دون اكتراث للوضعية الاجتماعية أو الاستقرار النفسي والأسري، إذ تقرّ الوزارة دائما بمظلومية هذه الفئة إلا أنها تنهج التماطل والتسويف". "إذا كانت وزارة التربية الوطنية تستعين بالمتعاقدين لتغطية الخصاص الهائل الذي تعاني منه، فإن الأساتذة المكلفين خارج إطارهم الأصلي يجب أن يحظوا بالأولوية، لأنهم يتوفرون على التجربة والتكوين"، يقول الزاهدي، قبل أن يضيف بنبرة غاضبة: "تعتبرنا الوزارة مجرد عجلات احتياط، بحيث تقوم باستدعائنا كلما كانت في أمسّ الحاجة لخدماتنا، بينما لا تتماطل في حل مشاكلنا". بدورها، قالت جميلة الأزهر، أستاذة التعليم الابتدائي بمدينة تمارة، إن "هنالك من الأساتذة من درّس لأزيد من عشر سنوات دون أن يتلقى ولو كلمة شكر على مجهوداته القيّمة، سواء داخل التعليم الإعدادي أو التأهيلي، ليجد نفسه يدرس في التعليم الابتدائي من جديد دون أي رد للاعتبار".