استأنف الآلاف من مهاجري أمريكا الوسطى رحلتهم عبر المكسيك التي تمتد لنحو 4000 كيلومتر باتجاه الولاياتالمتحدة، وإن كان عددهم أقل من البداية. ومع وصول العدد الأكبر من المشاركين في القافلة إلى ماباستيبك، على بعد نحو 65 كيلومترا شمال هويكستلا، حيث استراح المهاجرون لليلتين، قال منظم القافلة، ديفيد لوبيز: "ما زلنا في هذه المعركة"، وأضاف: "لم تشهد المكسيك قافلة تضم هذا العدد الكبير من الناس قط". وقدرت الحكومة المكسيكية عدد أفراد القافلة ب 3600، لتتراجع عن عدد 4500 شخص أعلنت عنه يوم الثلاثاء. وقد قدر المنظمون العدد ب 5500 شخص. وكانت القافلة غادرت شمالي هندوراس يوم 13 أكتوبر الجاري، وتمكن معظم أفرادها من عبور الحدود إلى داخل الأراضي المكسيكية بشكل غير قانوني. وتقدم نحو 1700 منهم بطلبات لمنحهم وضع اللجوء في البلاد، وقد مكثوا في تاباشولا، ويتم النظر في طلباتهم. وفي وقت لاحق، طلب 110 منهم من المكسيك مساعدتهم على العودة إلى هندوراس، حسبما ذكرت الحكومة. كما طلب نحو 170 مهاجراً-كانوا وصلوا إلى هويكستلا-من السلطات المحلية توفير حافلات تعود بهم إلى هندوراس. وقد جاء معظم المهاجرين من هندوراس، رغم أن القافلة تضم أيضا مواطنين من غواتيمالا والسلفادور. وأفاد المهاجرون الذين قدموا من هويكستلا بأنهم شعروا بإجهاد جراء الرحلة، رغم أنهم استراحوا وحصلوا على الطعام وتلقوا الرعاية الطبية في البلدة. وقال مهاجر يدعى ميجويل أنطونيو لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "حتى الآن ما زلت متعبا"، مضيفا: "أعتقد أننا يمكن أن نتابع الرحلة كما كنا من قبل، بالطريقة التي جئنا بها". ولم يتأكد المهاجرون بعد أي مسار سيسلكون إلى الحدود الأمريكية. ومن جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إن "القافلة لن تعبر حدودنا الجنوبية بشكل غير قانوني تحت أي ظرف"، في وقت نفى فيه مسؤولون فنزويليون ادعاء نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، أن كاراكاس توفر التمويل للقافلة. وقال بنس يوم الثلاثاء إنه تلقى معلومات من رئيس هندوراس، خوان أورلاندو هرنانديز، الذي ذكر أن منظمات يسارية قد قامت بتنظيم القافلة الممولة من جانب فنزويلا، بينما أفاد نيكولاس مادورو، رئيس فنزويلا، بأن مزاعم بنس مثيرة للضحك، ووصفها ب "جنون العظمة الإمبريالية". وقال مادورو أثناء اجتماع مع مؤيديه: "لو لم يكن الأمر صادرا عن متطرف مجنون مثل بنس، لكان سيؤثر على سلامتي الشخصية (...) إنه أمر يجعل المرء يضحك"، مضيفا أن "الأمر مثير للضحك والقلق في الوقت نفسه". وتابع الرئيس الفنزويلي بأنه يريد أن يحذر العالم بشأن بنس والحكومة الأمريكية، التي زعم أن أفرادها "مهووسين، لأنهم لم يهزمونا ولن يكونوا قادرين على هزيمتنا".