عبرت موسكو، اليوم الأحد، عن إدانتها عزم الولاياتالمتحدة الانسحاب من معاهدة نووية، واصفة إياها ب"الابتزاز" الذي يهدف إلى جعل روسيا تقدم تنازلات في مجال الاستقرار الاستراتيجي. ونقلت وكالة الانباء الروسية، عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، في تعليقه على الخطط الأمريكية للانسحاب من معاهدة إزالة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، قوله "نعبر عن قلقنا وإدانتنا للمحاولات الأمريكيةالجديدة الهادفة إلى الحصول على تنازلات من روسيا في مجال الأمن الدولي والاستقرار الاستراتيجي عن طريق الابتزاز"، مضيفا أن "الجانب الروسي قال أكثر من مرة إنه ليس لدى الولاياتالمتحدة أي أسس للقول إن روسيا تنتهك هذه المعاهدة". وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن "الولاياتالمتحدة لم تتمكن منذ سنوات طويلة من تأكيد اتهاماتها الملفقة بتقديم تفسيرات واضحة حول أسباب ذلك"، موضحا أنه "على ما يبدو فإن وجود المعاهدة حول إزالة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى يعرقل النية الأمريكية لتحقيق سيطرتها الكاملة في المجال العسكري". وأفاد ريابكوف بوصول مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي جون بولتون إلى موسكو، اليوم الأحد، معبرا عن أمله بأن تلقي موسكو منه شرحا واضحا للخطوات الأمريكية التالية بشأن مصير المعاهدة، مشيرا إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيلتقي بولتون غدا الاثنين. وأكد أن روسيا لن تتخذ أي قرارات سريعة وغير مدروسة بسبب التصريحات الأمريكية الأخيرة، متوعدا في الوقت ذاته باحتمال اتخاذها تدابير جوابية حال قيام الولاياتالمتحدة بالانسحاب من المعاهدة من جانب واحد. واتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب روسيا، أمس السبت، بانتهاك المعاهدة حول إزالة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، محذرا من احتمال انسحاب بلاده منها. وتم توقيع معاهدة الحد من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى "معاهدة القوات النووية المتوسطة"، "أي إن إف" في ال8 من دجنبر سنة 1987 أثناء زيارة الزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف إلى واشنطن. وتم تنفيذ المعاهدة بالكامل من قبل موسكو في ماي عام 1991. وقبل ذلك الوقت قام الاتحاد السوفيتي بإزالة 1752 صاروخا مجنحا وباليستيا، في حين قامت الولاياتالمتحدة بإزالة 859 صاروخا. وتعد هذه المعاهدة غير محدودة المدى، حيث يحق لكلا الطرفين الانسحاب منها بعد تقديم أدلة ثابتة على ضرورة ذلك.