انتهى لقاء المنتخب المغربي الأول لكرة القدم ونظيره لجزر القمر، بعد زوال اليوم الثلاثاء لحساب رابع جولات إقصائيات "كان 2019"، ضمن المجموعة الثانية، بنتيجة التعادل 2-2. هيرفي رونار اختار تشكيلة أساسية ل"أسود الأطلس" ضمت الحارس منير المحمدي وأشرف حكيمي وحمزة منديل، ونايف أكرد وصلاح الدين السعيدي وغانم سايس، مع كريم الأحمدي وفيصل فجر وخالد بوطيب، بحضور الأخوين سفيان ونور الدين أمرابط. الحماسة غمرت أداء النخبة القمرية بداية اللقاء، وهي تلعب على العشب الاصطناعي الذي ألفته في ملعب سعيد محمد الشيخ، بمدينة متساميولي، ومستحضرة مواجهة الجولة الثالثة التي عرفت انتصار المغاربة بالدار البيضاء، في آخر المباراة، بهدف نظيف جاء من ركلة جزاء حاسمة. افتتاح الحصة التهديفية لم يتأخر، وكان لصالح أصحاب الأرض والجمهور، إذ اهتزت شباك منير المحمدي في الدقيقة التاسعة بعدما أفلح اللاعب الفردو بن نابوهان، من خلال تمريرة عرضية أرضية استقبلها وسط الدفاع المغربي، في جعل الكرة تتجاوز تستقر أعلى الجانب اليسر من مرمى "الأسود". وواصل منتخب جزر القمر في فرض إيقاعه على مجريات التنافس، مستغلا التيه التكتيكي المستمر ل"أسود الأطلس" على غرار المواجهة السابقة بين الطرفين، حيث كاد القمريون أن يضيفوا هدفا ثانيا، في الدقيقة 22، بتسديدة من وسط الميدان ابعدها المحمدي بارتماءة. الرد المغربي جاء محتشما من خلال ضربة خطأ نفذها فيصل فجر، في الدقيقة 28، ووضعها جوار القائم الأيمن من مرمى الخصم، منتزعا ركلة زاوية بعد ارتطام تسديدته بمدافعي منتخب جزر القمر. كما فشل الهجوم المغربي في إدراك التعادل، عند الدقيقة 34، بعد تحويل ضربة زاوية بجوار شباك جزر القمر. الرتابة وسمت باقي الجولة الأولى من لقاء المغرب وجزر القمر بفعل غياب مفاتيح البناء الهجومي عن "أسود الأطلس"، من جهة، واستماتة المنتخب المضيف في الحفاظ على النتيجة، من جهة ثانية، إلى أن أطلق الحكم الكيني ديفيس أوموينو صافرة استراحة منتصف المقابلة. بداية الشوط الثاني أتت باندفاع مغربي أثمر، في الدقيقة 48، محاولة صريحة للتهديف من طرف البديل إسماعيل الحداد، إذ استلم الكرة على بعد عشرة أمتار من شباك المنتخب القمريّ، لكن ركلته اعتلت العارضة لتغادر أرضية اللعب. الدقيقة 54 أتت بهدف التعادل من المهاجم خالد بوطيب، إذ استلم تمريرة في العمق قبل أن يتخذ قرار الاستهداف المباشر للشباك، واضعا الكرة يمين الحارس علي حمادة ومعيدا المقابلة إلى التساوي في النتيجة بين الطرفين. "أسود الأطلس" تقدموا في النتيجة بفضل القناص نور الدين أمرابط، الموقع للإصابة المغربية الثانية في الدقيقة 60، بعدما استغل خطأ للحارس القمري في تمرير الكرة، ليعكسها أمرابط وسط المرمى بلا تردّد. هجمات مغربية بالجملة قصدت مرمى حمادة بعد تقدم "الأسود" في الحصيلة التهديفية، كانت أبرزها تسديدة من بعيد لفيصل فجر، في الدقيقة 64، أخطأت طريقها نحو الشباك وهي تكتفي بصدم العارضة. منتخب جزر القمر برز عليه التأثر سلبا بنجاح المنتخب الوطني المغربي في استدراك النتيجة التي انتهى بها الشوط الأول، ما جعل المجموعة الوطنية تلوح بمظهر أكثر تنظيما خلال الربع الأخير من المقابلة. وضاع الهدف الثالث ل"أسود الأطلس" بعدما تصدى الحارس القمري لرأسية المهاجم المغربي النصيري، بصعوبة في الدقيقة 81، حين كانت تقصد الزاوية الأرضية يسار علي حمادة. ذكاء النخبة الوطنية لم يجعلها تتجنب مفاجآت اللحظات الأخيرة، وبالتالي لم يتم تسيير نتيجة الانتصار نحو بر الأمان، إذ خطف القمريون هدف التعادل في الوقت بدل الضائع، ليعلن حكم الساحة الكيني انتهاء اللقاء بتفوق خيارات هيرفي رونار. جدير بالذكر أن هذه النتيجة جعلت رصيد "أسود الأطلس" في المجموعة الإقصائية الثانية يصل إلى 7 نقط، بينما بقيت جزر القمر في الرتبة الرابعة بنقطتين؛ خلاصة أربع جولات نالت ضمنها هزيمتين وتعادلين.