قليلة هي الفُرص التي يعتلي فيها اسم المغرب منصات التتويج العالمية. لكن فاطمة الزهراء أبو فارس، ابنة الفقيه بن صالح، استطاعت أن تُهدي المغرب ميدالية ذهبية في دورة الألعاب الأولمبية للشباب، التي تحتضنها العاصمة الأرجنتينية إلى غاية 18 أكتوبر الجاري. البطلة المغربية في رياضة التايكواندو استطاعت بفوزها هذا أن ترسم معالم الفرح على محيا الرياضة الوطنية، في وقت تبدو خيبات الأمل والإخفاقات الرياضية من نصيب البلاد بدون مُنازع، آخرها نتائج مشاركة المغرب في كأس العالم لكرة القدم بروسيا، وفشل المملكة في تنظيم أكبر عرس كروي عالمي سنة 2026. أبو فارس تمكنت بعد مسار طبعه التحدي والإصرار من الحصول على ذهبية ثمينة إثر تفوقها على منافستها الإيرانية، حيماتي كيميا، في الجولة الفاصلة بعد انتهاء الجولات الثلاث بالتعادل، ضمن منافسات وزن أزيد من 63 كلغ في رياضة التايكواندو. وتعتبر ميدالية أبو فارس أول ميدالية ذهبية للمغرب في تاريخ مشاركته في الدورات الأولمبية للشباب. لكن الحفاظ على هذا التتويج الرياضي غير المسبوق يتطلب من مسؤولي الرياضة التقاط الإشارات والاهتمام بالرياضيين المغاربة، الذين يعانون التهميش، رغم حصولهم على جوائز من طراز عالمي. ولأن البطلة استطاعت أن تجعل الراية المغربية خفاقة بين الأمم، وتُبقي على أمل صعود جيل جديد من الأبطال المغاربة في الرياضة الوطنية، فإن مقعدها ضمن نادي "الطالعين" بهسبريس لهذا الأسبوع تستحقه عن جدارة واستحقاق.