ظهر في المكتبات الفرنسية يوم الخميس الماضي كتاب طال انتظاره. كتاب ادعى الكشف عن "الوجه الخفي" للغز اسمه جمال دبوز، وفي الوقت ذاته يلقي الكتاب الضوء على حقيقة هذا الممثل وعلاقته ب"البيزنس" و"الحكايات الغامضة" وعلاقات الحب الملتبسة. فجمال دبوز ليس ممثلا عاديا بل هو نجم فرنسي، ورمز للنجاح الذي يمكن أن يحققه ابن مهاجر مغربي ترعرع في الضاحية الفقيرة ووضعيتها الصعبة ليقفز من عالم البؤس والبلطجة إلى مليادير ناجح وكوميدي يعشقه الفرنسيون. "جمال دبوز الحقيقة" كتبه الصحافيان "ماري جوشي" و"ألان كيراموال" اللذان حققا على مدى سنة كاملة وبحثا طويلا في حياة الكوميدي "من أجل كشف حقيقته". وقال الصحافيان إن الحقائق التي نشرت في الكتاب لا بد أنها لن تروق دبوز الذي يرد اسمه كل سنة كأحد الشخصيات المحبوبة لدى الفرنسيين، إذ يكشفان مثلا أن العديد من الأشخاص المقربين منه يستغلون اسمه في "صفقات مشبوهة وأعمال مشينة". ففي سنة 1990 يذكر الكتاب أن المقربين من دبوز اعتدوا على سائق وأشبعوه ضربا بعد احتكاك سيارته بسيارة من نوع "جاكوار" التي يمتلكها الفكاهي النجم. وفي السنة ذاتها سيدخل دبوز وحاشيته في مشادة عنيفة مع رجال الشرطة، ادعى أنهم عنفوه بعنصرية، في حين يقول رجال الشرطة أن دبوز رفض الإدلاء بأوراق السيارة التي يستقلها ورخصة السياقة. الكتاب يظهر أيضا فتى الضاحية الباريسية ومشاغب قناة "كنال بلوس" الخاصة، كرجل أعمال صارم استطاع أن يصنع "إمبراطوريته الخاصة" ومشاريع ضخمة موزعة بين المغرب وفرنسا (فيلا في المغرب تبلغ قيمتها 800 ألف أورو وطائرة خاصة...) وتمكن من الحصول سنة 2002 على أعلى أجر في السينما الفرنسية (2.12 مليون أورو). ليس هذا فحسب، بل إن الصحافيين حاولا تسليط الضوء على ملفات غامضة ومريبة في مسار الكوميدي المحبوب، مثل مقتل حارسه الشخصي في ظروف "مافيوزية" إذ تلقى عدة رصاصات في رأس سنة 2000، أو خلافاته مع مديرة أعماله السابقة "نادية مورين" التي "جرجرها" دبوز إلى المحاكم بتهمة "تهريب الأموال" في حين أنها صنعت مجده على مدى 10 سنوات منذ لقائهما الأول في 1997 بمناسبة حفل للشاب مامي. ونادين هذه هي التي تمكنت من الظفر بصفقة الوصلات الإشهارية التي قدمها دبوز لصالح فاعل في ميدان الاتصال بالمغرب حصلت على إثرها ب99 ألف أورو في حين ظفر دبوز بمبلغ 360 ألف أورو. وعاد الكتاب إلى مرحلة دقيقة في حياة دبوز، وخصوصا يوم 17 يناير 1990 عندما أدى حادث للقطار إلى شل يده وإصابته بعاهة مستديمة. وقال حينها للشرطة إنه أراد "ربح بعض الوقت" للوصول إلى محطة الحافلة مرورا عبر السكة الحديدية. وهو الحادث نفسه الذي عصف بحياة رفيقه "جون بول" الذي "مزق القطار جسده إلى أشلاء"، لكن والدي الفتى شككوا في هذه الصيغة واتهموا دبوز بدفع ابنهما تحت القطار. ويحكي الكتاب قصة العلاقة الحميمة التي تجمع جمال وفتاة متحدرة من أصول برتغالية كانت تعيش في الضاحية ذاتها التي نشأ بها دبوز. وأكد الصحافيان أنهما عملا بكل حرية على مدى 12 شهرا ولم يتعرضا لأية مضايقات كما لم يعترض دبوز على فكرة الكتاب إلا أنه في الوقت ذاته رفض لقاء الصحافيين بشكل قطعي. في نهاية 2008 ينتظر الفرنسيون كتابا آخر عن حياة جمال دبوز يقول كاتبه المختص في السير إنه سيكشف حقائق جديدة أكثر إثارة في حياة الكوميدي المحبوب. ""