يخوض الشاعر والإعلامي المغربي ياسين عدنان تجربة جديدة بتشييده بيتا صغيرا يتسم بالبساطة، لكنه يمتح من الجمال عنوانا وسبك الكلمة برهانا، فتحه في حارة غير حارته وبلد غير بلده، منفتحا على عوالم الثقافة الجادة والفن الراقي في الوطن العربي. هذه الحارة التي اختارها ياسين عدنان ليست سوى قناة "الغد" الفضائية الإخبارية التي تبث من القاهرة في مصر ولندن في المملكة المتحدة البريطانية، حيث رست سفينته في بيت أنيق دافئ كريم الإبهاء، وجد له اسم "بيت ياسين"، يطرق بابه مثقفون عرب كبار. صاحب رواية "هوت ماروك" يبدأ تجربة إعداد وتقديم برنامج "بيت ياسين" بطريقة غير التي دأب على تقديمها في برامج أخرى، حيث تحضر أسئلة الثقافة والفكر والأدب في أحاديث الأسرة على السُّفرة، وتنتعش بذلك الثقافة أكثر بتماسِّهَا الحميم مع الحياة. ويحاول برنامج "بيت ياسين"، مدته 52 دقيقة، يتم تصوير حلقاته في القاهرة ويبث على شاشة قناة "الغد"، التماس طريق قريب من الجمهور، فجاء اختيار البيت كفكرة وديكور وجوّ عام لتأكيد هذه الألفة التي يَنْشُدها هذا الموعد التلفزيوني الجديد. ويبدو أن "بيت ياسين" يحاول فك الثقافة من أغلالها الجامدة وإقحامها بسلاسة في حياة الناس اليومية، من خلال تحرير الخطاب الثقافي المعتاد من الرؤية المتعالية والبرج العاجي، ومن وطأة الجهاز المفاهيمي وثقل اللغة الأكاديمية. لغة "بيت ياسين"، وفق القائمين عليه، لن تخذل المتتبع والجمهور العادي، ولا تستهدف النخبة من المثقفين وأصحاب الفكر والرأي، بل تحاول أن "تنزل" إلى أرض الواقع، من خلال تعابير سهلة يسيرة متاحة لعموم الناس، حتى لا تبقى أسئلة الثقافة والفكر والأدب حكرًا على مدرّجات الجامعة والندوات المغلقة. وأطلقت قناة الغد "برومو" البرنامج لتقديم فكرة عن طبيعة "بيت ياسين"، وعن أجواء البرنامج، وحميمية الديكور، وتنوُّع الضيوف من حيث جنسياتهم، ومن حيث مجالات إنتاجهم الأدبي والفني والفكري. ويستضيف عدنان الشاعر العربي أدونيس، والمصري يوسف زيدان، والإماراتية ميسون صقر، والسوري نوري الجراح، والجزائري واسيني الأعرج، والعراقي صموئيل شمعون، والجزائرية زينب الأعوج، والفنانة اللبنانية جاهدة وهبة، واللبناني خالد الهبر، وعازف العود العراقي نصير شمة. المثقفون والفنانون المغاربة سيدخلون "بيت ياسين" في حلقاته الأولى، من خلال كل من الأديبين الروائيين بنسالم حميش وحسن أوريد، والفنانة كريمة الصقلي.