عقد عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، اليوم الخميس بالرباط، لقاء عمل مع وفد اقتصادي برئاسة ديمتري باتروشيف، وزير الفلاحة في فدرالية روسيا، لبحث توسيع العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين وتفعيل مشروع "الممر الأخضر". ويبحث الود الاقتصادي الروسي، طيلة يومين، مع نساء ورجال الأعمال والمسؤولين الحكوميين المغاربة، سبل تعزيز التعاون في مختلف المجالات، والتفكير في مشاريع مشتركة للاستثمار في المملكة، وفتح آفاق للمصدرين المغاربة لدخول السوق الروسية. وقال أخنوش، في تصريح للصحافة، إن اللقاء عرف نقاشاً حول إمكانية تطوير العلاقات التجارية والاستثمار في ميدان الفلاحة والصناعات الزراعية، وأضاف أن الروس مهتمون بسوق الحبوب في المغرب وما يعرفه من تطور مستمر. وأشار وزير الفلاحة والصيد البحري إلى أن المغرب مهتم بتصدير أكبر للفواكه والخضر والحوامض إلى روسيا، مورداً أن اللقاء عرف التباحث حول سُبل تسريع تفعيل مشروع "الممر الأخضر" لتسهيل مأمورية المصدرين المغاربة لولوج السوق الروسية. وكان هذا المشروع وُقع بين المغرب وروسيا خلال الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس إلى روسيا سنة 2016، ويروم تسهيل تبادل المعلومات بين الجمارك المغربية والروسية من أجل تسهيل ولوج البضائع إلى السوقين المغربي والروسي، خاصة ما يتعلق بالمنتجات الفلاحية. وخلال كلمة ألقاها أخنوش في اللقاء، قال إن المغرب يصدر إلى روسيا ما قيمته 1.5 مليارات درهم من المنتجات سنوياً، تمثل فيها الحوامض نسبة كبيرة، متبوعة بالفواكه والخضر. وقد عرفت الصادرات منذ سنة 2014 ارتفاعاً ب10 في المائة. لكن الوزير اعتبر أن مستوى المبادلات التجارية بين البلدين لازال يحتاج إلى العمل من خلال تحسين شبكات التوزيع وفهم أعمق للسوق الروسية من لدن نساء ورجال الأعمال المغاربة، وهو ما من شأنه أن يجعل عدداً من المنتجات المغربية ذات الجودة العالية تصل إلى روسيا. وأورد أخنوش أنه أعلن للمسؤولين الروس خلال زيارته الأخيرة إلى سانت بطرسبرغ الروسية حذف الرسوم الجمركية أمام منتجاتهم، وهو ما سيمثل فرصة مهمة للفاعلين الروس لتأمين السوق المغربية. وزاد أخنوش: "دور الدولة هو تحسين شروط ممارسة أنشطة الأعمال، لكن ممارسة هذه الأعمال من اختصاص نساء ورجال الأعمال، واكتشاف ما توفره المملكة من فرص كمنصة تُجاه عدد من الدول الإفريقية من خلال الحضور القوي للفاعلين المغاربة، ما يوفر إمكانيات العمل المشترك في السوقين المغربي والإفريقي". وقال عبد القادر لشهب، سفير المملكة المغربية في روسيا، إن البلدين تجمعهما شراكة إستراتيجية معمقة، وأضاف: "العلاقات مميزة أساسها الثقة المتبادلة والصداقة العميقة والتعاون المثمر، وهي أمور تضفي دينامية متجددة لفائدة هذه الشراكة". وأشار لشهب، في تصريح لهسبريس، إلى أن المبادلات التجارية بين البلدين تشمل القطاعات التقليدية، بما فيها الفلاحة والحوامض والخضر؛ لكنه أكد أن هناك قطاعات حديثة لا تقل أهمية، منها التكنولوجيا الحديثة التي يجب أن تشملها العلاقات الثنائية. جدير بالذكر أن زيارة الوفد الروسي نظمها المركز الروسي للتصدير، وتأتي بمناسبة الاجتماع السابع للجنة الحكومية المختلطة بين المغرب وروسيا للتعاون الاقتصادي والعلمي والتقني، ويحضرها مسؤولون من قطاعات حكومية مختلفة، إضافة إلى ممثلين عن الاتحاد العام لمقاولات المغرب.