يبدو أن إلغاء وزير العدل المغربي محمد أوجار لزيارته إلى هولندا كان له الوقع الكبير على السياسة الخارجية لبلاد الطواحين، إذ سرع الهولنديون من محاولات تداركهم هوة العلاقات التي بدأت في الاتساع، بخروج المتحدث باسم وزير الخارجية الهولندي، ستيف بلوك، ليؤكد أن "بلاده ملتزمة بمواصلة التعاون مع المملكة وتوسيع هامشه"، مشيرا إلى أن "الوزير أوجار مرحب به للغاية". وأضاف المتحدث، في تصريحات نقلتها الصحافة الهولندية، أن "الحكومة الهولندية تبحث عن تاريخ وموعد جديد للزيارة التي ألغيت"، مشيدا بالعمل المشترك الذي يباشره البلدان في جميع المجالات، ومذكرا بلقاء وزير الخارجين ستيف بلوك وناصر بوريطة يوم الأربعاء الماضي على هامش المنتدى العالمي لمحاربة الإرهاب. وبرزت بوادر الأزمة بين البلدين عقب تقديم وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك لتقرير رسمي إلى برلمان بلاده في "لاهاي" حول تداعيات احتجاجات الحسيمة والاعتقالات التي طالت عددا من نشطاء الحراك، وعلى رأسهم معتقلو مجموعة ناصر الزفزافي، ما دفع الرباط أياما بعد ذلك إلى إبلاغ مسؤولي أمستردام بإلغاء زيارة كانت مبرمجة يوم الاثنين الماضي من طرف وزير العدل محمد أوجار. وفي هذا الصدد كشف مصدر مقرب من الوزير أوجار، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه "تم تأجيل زيارة العمل إلى وقت لاحق بسبب تقرير وزير الخارجية الهولندي، الذي يعد تدخلا في الشأن الداخلي للمملكة المغربية من طرف دولة أجنبية"، موضحا أن الإلغاء تم تبليغه رسميا إلى الطرف الآخر. تصعيد المملكة للغتها ضد دولة الأراضي المنخفضة، حسب المصدر الحكومي الذي تحدث لهسبريس، يمكن أن تتبعه خطوات أخرى إذا لم تقدم أمستردام التوضيحات الكافية حول سبب التدخل، خصوصا أن المغرب سبق له أن رفض تدخل هولندا في موضوع حراك الريف باعتباره "شأنا داخليا". وقال المصدر المقرب من وزير العدل إن الزيارة التي كانت مبرمجة وألغيت كان سيلتقي خلالها وزير العدل المغربي نظيره الهولندي، بالإضافة إلى النائب العام الهولندي، وكذلك العديد من المسؤولين القضائيين في الأراضي المنخفضة. وسبق لناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، أن التقى نظيره الهولندي في اجتماع بالرباط، وأكد له أن "حراك الريف هو قضية داخلية تعني المغرب ولا يمكنها أن تكون بتاتا موضوع نقاش ولا موضوع مباحثات مع دول أجنبية"، مشيرا إلى أن "هذه المسألة تهم المغرب وحده، وأنه ليس بحاجة إلى أن يتلقى دروسا أو أن يخوض في مناقشات حول هذا الموضوع".