لا تتناطح عنزتان على كون ردود الفعل الغريبة وأحيانا العنيفة التي تلت كلام الأخ رشيد الطالبي العلمي كانت مُبيّتة؛ فلو لم يكن هو لكان رجل آخر، وهو أمر طبيعي وكان متوقعا بعد نجاح محطة جامعة "شباب الأحرار" في نسختها الثانية. إن محاولة تحريف كلام الأخ الطالبي العلمي وإخراجه عن سياقه، ومحاولة شيطنته وجعله "مسخوط" الحكومة، من الألاعيب التي يتقنها الحزب المعلوم، الذي لا يستطيع العيش دون عدو افتراضي، ولا يتحمل الصمود أمام التوافق، لأن ذلك يعني له أفول نجمه وموتا سياسيا وشيكا يجاهد تأجيله إلى حين.. ماذا يعني أن يعيش الحزب المعلوم بدون مشاكسة سياسية وبدون خلق عدو وشيطنته، دونما اعتبار لمنطق التحالف أو المعارضة؟ هذا يعني حتما استقرارا حكوميا طبيعيا بالمنطق السياسي الحكيم، وهو ما يعني إرجاع الثقة في الفاعل السياسي وفي السياسة عموما، وما يعني انخراط الشباب في العملية السياسية حتى يتجاوز رقم 1% المخجل حقا. وبطبيعة الحال سيؤدي ذلك إلى المشاركة المكثفة في العملية الانتخابية والتوجه برضىً إلى صناديق الاقتراع. لا غرو أن هذا السيناريو الوردي الذي سيقفز بوطننا مسافات في إطار مصالحة كبيرة مع المواطنين لا يروق كثيرا إخواننا في الحزب المعلوم، الذين ألفوا تبني خطاب التباكي والمظلومية، إذ المشاركة المكثفة للمواطنين في العمليات الانتخابية تعني لا محالة نهاية أسطورة اسمها استغلال الدين لأغراض سياسية. يا سادة..التجمع الوطني للأحرار حزب كل المغاربة، جاء لخدمة كل المغاربة. نتكلم قليلا ونعمل كثيرا، لأن رهاننا الحقيقي هو القضاء على الفقر والهشاشة، بعيدا عن الخوض في المعارك الهامشية التي يحاول البعض إقحامنا فيها غصباً، والتي لن تفيد المواطن في شيء؛ ذلك المواطن الذي ينتظر منا الكثير على قاعدة تعاقد أساسه الثقة. لن نخوض في صغائر الأمور، ولن نقحم أنفسنا في جوقة المتشفين بعد فضائح كبار قياداتهم ووزرائهم، ولن ننخرط في فضح العورات..سنركز على ما هو أهم؛ تنمية الوطن، بإعادة ثقة الشباب في السياسة، ودعوتهم إلى الانخراط الجدي فيها، حتى نقطع الطريق على من يستفيد من العزوف السياسي، وهمه فقط إرضاء كتلته الانتخابية التي بدأت في الأفول. ولكم في نتائج الانتخابات الجزئية عبرة يا أولي الألباب.. فاحذروا العزوف!! * عضو المجلس الوطني لحزب التجمع الوطني للأحرار