عاشت ساكنة كاريان "حسيبو" بعمالة عين السبع الحي المحمدي ليلة بيضاء وهي تستعد ل"يوم الرحيل"، احتجاجا على تعامل السلطات المحلية في ما يتعلق بهدم "براريكها"، وكذا رغبتها في تنقيلها إلى نواحي العاصمة الاقتصادية، وبالضبط إلى جماعة سيدي حجاج بعمالة مديونة. وباتت الساكنة الغاضبة من السلطات المحلية، وهي تردد شعارات نارية، تتهيأ إلى ما أسمته "الرحيل صوب الديار الأوروبية، والمطالبة باللجوء الإنساني، رفضا لتعامل السلطات"، مؤكدة أنها ستغادر المكان طالما لم تستطع الجهات الوصية حل أزمتها. وصدحت حناجر شباب ورجال ونساء في شكل نضالي بشعارات ضد السلطات، تتهمها بالغياب عن الحوار: "فين المسؤولين يا مّا صناع القرار"، "يا السلطة سمعي مزيان، والدوار لا يهان"، "ساكنة الدوار، ساكنة الأحرار، ولا بديل عن الهيكلة"، "طالبنا بالهيكلة لاحونا للزبالة". وردد هؤلاء الغاضبون، الذين قاموا بجمع معداتهم وإفراغ "براريكهم"، شعارا مؤكدين من خلاله تشبثهم بوطنيتهم ومغربيتهم، في وقت يرون أن تعامل السلطات يدفعهم إلى طلب اللجوء الإنساني: "أنا مغربي أنا، بالهوية والسلالة، والمطالب تجي دابا، تجي دابا"، "باي باي يا بلادي، عيشة الذل ما بغيتها ليك". وفي وقت كان مقررا أن تخرج ساكنة كاريان "حسيبو"، ومعها ساكنة دواوير أخرى، في "مسيرة الرحيل" فجر اليوم، فإن حالة الترقب لازالت سائدة حتى حدود الساعة. مقابل ذلك، خرجت سلطات عمالة عين السبع الحي المحمدي لتؤكد أنه "في إطار برنامج إعادة إسكان قاطني دور الصفيح بعمالة مقاطعات عين السبع – الحي المحمدي بالدار البيضاء، قامت السلطات المحلية بتفعيل هذا البرنامج من خلال ترحيل ساكنة دوار ''الواسطي''، الذي كانت تقطنه 976 أسرة ب752 سكنا قصديريا (براكة)، واستفادت مقابل ذلك من بقع أرضية بالمشروع السكني ''رياض''، المنجز من قبل شركة التنمية المحلية ''إدماج سكن"". وأوضحت السلطات في بيان لها أنه تم تأجيل عملية الترحيل لمرتين، "وأفضت المشاورات بخصوصها في ما بعد، في إطار اللجنة الإقليمية المعنية، إلى تحديد أواخر شهر غشت 2018 كأجل أخير لمباشرة الترحيل، فتكلفت لجنة الحوار المكونة من ممثلي السكان بإبلاغ باقي قاطني الدوار بما تم الاتفاق بشأنه". وتابع البيان: "تم يوم 22 شتنبر 2018 ترحيل قاطني الدوار وهدم كل البناءات العشوائية، مع تسجيل رفض 7 أسر الرحيل عن الدوار، وتنصلها من كل الاتفاقات التي تم التوصل إليها، وتعبيرها عن مطالب بامتيازات إضافية دون غيرها". وكان سكان الكاريان المذكور أكدوا أنهم قرروا القيام ب"هجرة جماعية علانية نحو أوروبا عبر التوجه مباشرة مشيا على الأقدام عبر الساحل إلى مدينة سبتة كلاجئين"، وذلك كخطوة "لتفادي أي اصطدام مع المخزن، وحفاظا على سلامة المواطنات والمواطنين، وحفاظا على الممتلكات العامة والخاصة".