فسّر الكاتب الصحافي محمد أديب السلاوي سبب تعيين الراحل محمد العربي المساري سفيرا للمغرب بالبرازيل، سنة 1980، برغبة السلطات في إخراس صوت صحيفة "العَلم"، لسان حزب الاستقلال، والتي كان المساري مديرَ تحريرها وقتذاك. وقال محمد أديب السلاوي، في لقاء مع هسبريس، إنّه كان مراسلا صحافيا لعدد من الصحف الدولية في مدينة طنجة، حين زاره الراحل محمد العربي المساري، رفقة عبد الجبار السحيمي، فأخبره أنه عُيّن مدير نشر صحيفة "العَلم"، وألحَّ عليه أنْ يلحق بالصحيفة التي كان يشتغل بها صحافيا قبل ذلك. وأضاف السلاوي أنه استجاب لطلب المساري نظرا لعلاقة الصداقة التي كانت تجمعهما، والتحق بصحيفة "العَلم"، و"لم تكن حينها تبيع سوى 4 إلى 5 آلاف نسخة في اليوم؛ "ولكن بفضل الجهد الكبير الذي بذلناه نحن الثلاثة، رفعنا عدد المبيعات، في السنة الأولى، إلى 100 ألف نسخة في اليوم". هذا التطور اللافت لمبيعات "لسان حزب الاستقلال"، وتخصيص إدارتها الجديدة بقيادة المساري مُلحقا أسبوعيا يتطرق لأهم قضايا الساعة، ومُلحقا شهريا بعنوان "العَلم السياسي"، يقع في حوالي 80 في المائة، ويتضمن التقارير والمقالات والتحاليل الدولية المرتبطة بالقضايا المغربية، كان مزعجا للسلطات. هذا الانطباع قرأه محمد أديب السلاوي في تعيين محمد العربي المساري سفيرا للمغرب بالبرازيل، سنة 1984؛ "لأن الجريدة أضحت تهدد السياسات الداخلية بشكل أو آخر، خاصة أنّ حزب الاستقلال كان حينها في المعارضة، والجريدة تتعاطى مع القضايا الساخنة في البلاد، ولذلك عُين المساري سفيرا"، وحين سألنه هل يعني هذا أن المساري أُبْعد، ردّ "نعم"". من جهة ثانية، روى محمد أديب السلاوي جزءا من كواليس الصراع الذي كان محتدما بين أهل "السلطة الرابعة" وبين أصحاب السلطة التنفيذية، إذا قال إنّه عُيّن، في مطلع السبعينات، رئيس تحرير لجريدة "الأنباء" التي كانت تصدرها وزارة الأنباء وقتذاك؛ لكنّ مقامه في هذا المنصب لم يعمّر طويلا، بعدما أقاله الوزير عبد القادر الصحراوي، بسبب إعلانه عن تأسيس نقابة للصحافيين المغاربة. وأوضح السلاوي أن العلاقة الطيبة التي كانت تجمعه بالوزير عبد القادر الصحراوي، لم تشفع له، إذ رفض هذا الأخير رفضا باتا فكرة تأسيس نقابة للصحافيين، حيث استدعاه إلى مكتبه، وأخبره أنه لم يعُد رئيس تحرير جريدة "الأنباء"؛ لكنه اقترح عليه أن يشتغل معه في ديوانه.