حالة إنسانية تشيب لها الولدان وتقشعر لها الأبدان، تناقلتها صفحات على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، لطفلة تتحدر من دوار أيت شعاوعلي 'لمري'، جماعة سيدي يحيى أيوسف قيادة تونفيت إقليم ميدلت، عمياء وتحتاج إلى تدخل طبي لترى النور الذي افتقدته منذ ولادتها. الفيديوهات التي تناقلها نشطاء فايسبوكيون على نطاق واسع، تظهر الفتاة العمياء وأسرتها المكونة من أب وأم محيطة بها في منزل تقليدي بجبال الأطلس الكبير الشرقي إلى جانب بعض الأقارب، وهي تبتسم رغم مرضها ومعاناتها مع الظلام الدائم، بينما والدتها المسماة "الطالب زينبة"، البالغة من العمر 45 سنة، تسرد المعاناة التي تواجهها، وتوجه نداءً باللغة الأمازيغية إلى المسؤولين وإلى المحسنين كذلك، أملا في إعادة البصر إلى فلذة كبدها التي تبلغ من العمر 14 سنة، التي تشكل عبئا كبيرا على الأسرة التي لا حول لها ولا قوة أمام قلة ذات اليد والحاجة. "أعاني الأمراض، لاسيما في الظهر وعلى مستوى الركبتين، ولا قوة لي على العمل لتوفير ملتزمات البيت وتكاليف علاج البنت، إذ لا تزال ترتدي الحفاظات التي لا أملك ثمن شرائها، والزوج مريض أيضا ولا يقدر على العمل الذي نفتقده في هذه الجبال.. اللهم هذا منكر"، هكذا خاطبت الأم مصوري الفيديوهات التي انتشرت انتشار النار في الهشيم، الذين تجشموا عناء السفر إلى منزل الطفلة المريضة لنقل حالتها للعموم، رغم غياب البنيات التحتية بالمنطقة، طمعا في العثور على من يستجيب لنداء الأسرة التي تئن في صمت. أيت حدو حدو، والد الطفلة التي تعاني فقدان البصر، أكد في اتصال هاتفي مع "هسبريس"، أن ابنته تعيش حالة العمى منذ أول صرخة لها في الوجود، وأنها لم تقصد يوما حجرات الدراسة للتعلم، نظرا لحالتها المزرية، وأنه سبق أن زار عيادة طبيب مختص في طب العيون، وأكد له أن طفلته بإمكانها أن تسترجع بصرها، في حال ما شُخص مرضها بدقة وخضعت لعملية جراحية. وأضاف الأب المكلوم في التصريح ذاته الذي خص به الموقع صبيحة أمس الأربعاء، أن "الفقر هو سبب إهمال الطفلة لحدود الساعة، وإلا لعولجت منذ سنوات واتجهت إلى المدرسة رغم بعدها، للتعلم كباقي التلميذات والتلاميذ، لكن الله غالب. بالتالي نناشد المسؤولين والمحسنين كذلك للنظر بعين الرحمة والرأفة إلى حال الطفلة التي أمنيتها أن تعيش حياتها بشكل طبيعي أسوة بباقي فتيات الدوار"، يختم الأب كلامه.