منذ إطلاقه عام 2009، يعرف مترو دبي تزايدا في عدد ركابه سنة تلو أخرى؛ فقد نقل في النصف الأول من العام الجاري أزيد من 103 ملايين راكب، ليشكل بذلك أهم وسيلة للنقل العمومي بالمدينة تسهم في ترشيد الوقت والحد من التلوث وتكريس مفهوم البيئة النظيفة. ويتوفر مترو دبي، الذي يعد أكبر نظام مترو في العالم يعمل بدون سائق وبطول 74.6 كيلومترا وتطلب إنجازه غلافا ماليا ناهز 28 مليار درهم (أزيد من 7.6 ملايير دولار)، على 49 محطة؛ منها 9 تحت الأرض، حيث تتوزع على خطين يغطيان مسارات ووجهات متعددة يتمثلان في الخط الأحمر بطول 52.1 كيلومترا والخط الأخضر الذي يمتد على 22.5 كيلومترا. ويلتقي الخطان الأحمر والأخضر لهذا المشروع عند كل من محطة (الاتحاد) التي تعد أكبر محطة مترو في العالم تحت الأرض، وفقا لهيئة الطرق والمواصلات، ومحطة (برجمان)؛ وهو ما يتيح لمستعملي مترو دبي إمكانية التبديل بين الخطين عبر هاتين المحطتين. ويتكون كل قطار من قطارات مترو دبي، التي تتميز بانتظام رحلاتها، من خمس عربات مكيفة بالكامل، تسع ل650 راكبا، وتضم مقصورات خاصة للنساء والأطفال. وللولوج إلى محطات المترو، يكفي اقتناء إحدى بطاقات "نول" التي تتوافر في أربع فئات هي الحمراء (رحلة واحدة)، والزرقاء (بطاقات خاصة)، والفضية والذهبية. أما الطلبة وكذا المسنون ممن تبلغ أعمارهم 60 عاما أو أكثر فيستفيدون من خصم يبلغ 50 في المائة من الرسوم، فيما يلج الأشخاص ذوو الإعاقة إلى خدمات المترو مجانا. وقال مطر الطاير، المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات بدبي، في تصريح صحافي، كشف فيه عن أعداد مستخدمي النقل الجماعي بالمدينة، إن مترو دبي بخطيْه الأحمر والأخضر نقل في النصف الأول من العام الجاري 103 ملايين و292 ألف راكب مقابل 100 مليون و558 ألف راكب في الفترة ذاتها من العام الماضي، حيث بلغ عدد مستخدمي الخط الأحمر 66 مليونا و862 ألف راكب، فيما بلغ عدد مستخدمي الخط الأخضر 36 مليونا و430 ألف راكب. وأضاف أن مترو دبي، الذي أصبح جزءا من طبيعة الحياة في إمارة دبي والعمود الفقري لأنظمة المواصلات العامة، استحوذ على النسبة الأكبر من عدد مستخدمي وسائل النقل الجماعي بمعدل 37.17 في المائة تلته سيارات الأجرة بنسبة 31.61 في المائة، فيما حلت حافلات المواصلات العامة في المركز الثالث بنسبة 27.4 في المائة. أما بخصوص العدد الإجمالي للركاب برسم سنة 2017، فقد نقل مترو دبي 200 مليون و75 ألف راكب مقارنة بنحو 191 مليونا و300 ألف راكب في 2016. وتكشف هذه الأرقام، المسجلة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، أن مترو دبي يحظى بإقبال كبير من لدن معظم فئات المجتمع، من عمال وموظفين، وطلاب المدارس والجامعات، وكذا السياح وزوار المدينة الذين يرون فيه الوسيلة الأرخص ثمنا والأسهل للتنقل ولزيارة مختلف المعالم التي تزخر بها إمارة دبي وكذا لانتظام رحلات قطاراته. وبخلاف مشاريع مترو الانفاق في عدد من بلدان العالم، فمترو دبي وسيلة نقل مكشوفة تمر عبر جسور عالية حيث تجوب المدينة ذهابا وايابا في اتجاهين متعاكسين متوازيين؛ وهو ما يتيح للركاب، لا سيما الزوار والسياح، استكشاف معالم المدينة والانتقال بين محطات المترو التي تم تصميم مداخلها في تناسب مع النسيج العمراني والتراثي للمنطقة، كما أن بعضها يحمل أسماء مستوحاة من التراث العربي والطبيعة كمحطتي (ابن بطوطة) و(النخيل)؛ وهو ما جعل من مترو دبي وسيلة نقل عصرية بعبق التاريخ. ومن جهة أخرى، يعرف مترو دبي أشغال توسعة؛ فقد جرى، في هذا الصدد، نهاية شهر أكتوبر الماضي، إطلاق أعمال الحفر الأساسية في نفق مشروع "مسار 2020" الذي خصص له اعتماد مالي قدر بأزيد من 10 مليارات (أزيد من 2.7 مليار دولار) درهم لتمديد الخط الأحمر للمترو من محطة "نخيل هاربر أند تاور" إلى موقع معرض إكسبو 2020 على طول 15 كيلومترا مع إقامة 7 محطات جديدة. وتتوقع هيئة الطرق والمواصلات الانتهاء من كل الأعمال الخاصة بالنفق في شهر دجنبر 2018، وأعمال السكة الحديدية في "مسار 2020 " في شهر يوليوز من عام 2019، على أساس بدء التشغيل التجريبي للمترو في شهر فبراير 2020. *و.م.ع