التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا لكرة السلة 2025.. المنتخب المغربي يدخل معسكرا تحضيريا    مواطنون يشتكون من "نقطة سوداء" أمام كلية العلوم بطنجة دون استجابة من السلطات    افتتاح الدورة 25 لمهرجان الأرز العالمي للفيلم القصير بإفران    أسعار الغذاء العالمية ترتفع لأعلى مستوى في 18 شهرا    لقاء يجمع وهبي بجمعية هيئات المحامين    هولندا.. إيقاف 62 شخصا للاشتباه في ارتباطهم بشغب أحداث أمستردام    نهاية أزمة طلبة الطب والصيدلة: اتفاق شامل يلبي مطالب الطلبة ويعيدهم إلى الدراسة    الحكومة: سيتم العمل على تكوين 20 ألف مستفيد في مجال الرقمنة بحلول 2026    امستردام .. مواجهات عنيفة بين إسرائيليين ومؤيدين لفلسطين (فيديو)    دوري الأمم الأوروبية.. دي لا فوينتي يكشف عن قائمة المنتخب الإسباني لكرة القدم    من مراكش.. انطلاق أشغال الدورة الثانية والعشرين للمؤتمر العالمي حول تقنية المساعدة الطبية على الإنجاب    هذه الحصيلة الإجمالية لضحايا فيضانات إسبانيا ضمن أفراد الجالية المغربية    المغرب يشرع في استيراد آلاف الأطنان من زيت الزيتون البرازيلي    "إل جي" تطلق متجرا إلكترونيا في المغرب    ظاهرة "السليت والعْصِير" أمام المدارس والكلام الساقط.. تترجم حال واقع التعليم بالمغرب! (فيديو)    بيع أول لوحة فنية من توقيع روبوت بأكثر من مليون دولار في مزاد    الحجوي: ارتفاع التمويلات الأجنبية للجمعيات بقيمة 800 مليون درهم في 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد السبت    الأمانة العامة للحكومة تطلق ورش تحيين ومراجعة النصوص التشريعية والتنظيمية وتُعد دليلا للمساطر    بورصة البيضاء تستهل التداول بأداء إيجابي    بعد 11 شهرا من الاحتقان.. مؤسسة الوسيط تعلن نهاية أزمة طلبة كلية الطب والصيدلة    هزة أرضية خفيفة نواحي إقليم الحوز    "أيا" تطلق مصنع كبير لمعالجة 2000 طن من الفضة يوميا في زكوندر        نقطة واحدة تشعل الصراع بين اتحاد يعقوب المنصور وشباب بن جرير    مصدر من داخل المنتخب يكشف الأسباب الحقيقية وراء استبعاد زياش    الهوية المغربية تناقَش بالشارقة .. روافدُ وصداماتٌ وحاجة إلى "التسامي بالجذور"    كوشنر صهر ترامب يستبعد الانضمام لإدارته الجديدة    الجولة ال10 من البطولة الاحترافية تنطلق اليوم الجمعة بإجراء مبارتين    طواف الشمال يجوب أقاليم جهة طنجة بمشاركة نخبة من المتسابقين المغاربة والأجانب    مجلة إسبانية: 49 عاما من التقدم والتنمية في الصحراء المغربية    الجنسية المغربية للبطلان إسماعيل وإسلام نورديف    بحضور زياش.. غلطة سراي يلحق الهزيمة الأولى بتوتنهام والنصيري يزور شباك ألكمار    رضوان الحسيني: المغرب بلد رائد في مجال مكافحة العنف ضد الأطفال    ارتفاع أسعار الذهب عقب خفض مجلس الاحتياطي الفدرالي لأسعار الفائدة    كيف ضاع الحلم يا شعوب المغرب الكبير!؟    تحليل اقتصادي: نقص الشفافية وتأخر القرارات وتعقيد الإجراءات البيروقراطية تُضعف التجارة في المغرب        تقييد المبادلات التجارية بين البلدين.. الجزائر تنفي وفرنسا لا علم لها    طوفان الأقصى ومأزق العمل السياسي..    إدوارد سعيد: فلاسفة فرنسيون والصراع في الشرق الأوسط    متوسط عدد أفراد الأسرة المغربية ينخفض إلى 3,9 و7 مدن تضم 37.8% من السكان    حظر ذ بح إناث الماشية يثير الجدل بين مهنيي اللحوم الحمراء    طلبة الطب يضعون حدا لإضرابهم بتوقيع اتفاق مع الحكومة إثر تصويت ثاني لصالح العودة للدراسة    خمسة جرحى من قوات اليونيفيل في غارة إسرائيلية على مدينة جنوب لبنان    المنصوري: وزراء الPPS سيروا قطاع الإسكان 9 سنوات ولم يشتغلوا والآن يعطون الدروس عن الصفيح    إسبانيا تمنع رسو سفن محملة بأسلحة لإسرائيل في موانئها    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    جرافات الهدم تطال مقابر أسرة محمد علي باشا في مصر القديمة    "المعجم التاريخي للغة العربية" .. مشروع حضاري يثمرُ 127 مجلّدا بالشارقة    قد يستخدم في سرقة الأموال!.. تحذير مقلق يخص "شات جي بي تي"    الرباط تستضيف أول ورشة إقليمية حول الرعاية التلطيفية للأطفال    وزارة الصحة المغربية تطلق الحملة الوطنية للتلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية    خبراء أمراض الدم المناعية يبرزون أعراض نقص الحديد    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالسيدا يعلن تعيين الفنانة "أوم" سفيرة وطنية للنوايا الحسنة    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



استعمال النَّعت الأمازيغي المُشبَّه باسم الفاعل الأمازيغي
نشر في هسبريس يوم 15 - 09 - 2018

يواصل الأستاذ مبارك بلقاسم كعادته نشر أجزاء سلسلة كيفية إتقان كتابة اللغة الأمازيغية بالحرف اللاتيني، وإن كان للأستاذ الباحث مقالات ساهمت في إغناء و إثراء البحث اللغوي الأمازيغي ، فإن ما يؤاخِذُه عليه القارئ المتتبع لمنشوراته ومحبوراته انتقاده الشديد للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية (الإيركام) ، ولكل من تبنَّى خطَّ ثيفيناغ حرفا رسميّا للغة الأمازيغية ، وأستاذنا الكريم ضاق ذرعا بالإيركام والإيركاميين ، ولا يدري ما يسيل من قِرطاسه، عندما يصل به الحد إلى رمي الإيركام بتشويه و إفساد اللغة الأمازيغية وترويج الأغلاط الفادحة ، واقتباس البعض تلك الأغلاط الإيركامية ونشرها في الإعلام التلفزي والمجال العمومي .
وانتقاده غير مبني أصلا على أسس علمية مُقعَّدة، وإنما هو انتقاد أُلْقِيَ بلا استقراء تام ، وقُرِّرَ بلا إِحاطة، وسيَّبَه كالسوائب بلا زمام ولا خطام ، أشبه ما يكون بِتخبُّطٍ في تِيه الأوهام ، وخوضٍ في مزالِّ الأقدام ، ترجع إلى ضعف الإحاطة والإلمام بدقائق البحث اللغوي الأمازيغي ، وإلى تأويل معكوس وفهم منكوس لمبادئ اشتقاق أسماء الفاعل و النعوت اللغوية .
وكم من عائب قولا صحيحا وآفته من الفهم السَّقيم
وما فتِئ الأستاذ الكريم في بعض محبوراته يندفع اندفاع المتحمس لينتصر للحرف اللاتيني الذي استهواه وانبهر به، وينتقد كل من لا يكتب الحرف الأمازيغي بالخط اللاّتيني ، ويتهافت الى ثخوم المدافعة لينافح عن (لَتْنَنَة) الأبجدية الأمازيغية ، ويرى في الخط اللاّتيني الترياق النافع والحلّ السحري للغة الأمازيغية ، فهذه قناعته فأَكْرِم بها وأَنْعِم ، ولن نُجَادِلَه فيما اقتنع به .
التهويل والشكوى من الخلط بين اسم الفاعل الأمازيغي والنعت الأمازيغي
ركب أستاذنا الكريم مطايا التهويل والمبالغة ، وبالغ في الشكوى إذ اعتبر الخلط بين اسم الفاعل الأمازيغي و النعت الأمازيغي أو الصفة الأمازيغية بالمشكل الخطير والخطأ الفادح، الذي يتسبَّب في تشويه وإفساد اللغة الأمازيغية، و أن ّالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية (الإيركام) يقع في هذا الخطإ الفادح ويستمر فيه كما يلاحظ ذلك في العديد من منشوراته وقواميسه ، ويخلط بين اسم الفاعل والنعت و يقدِّمُهما كشيء واحد، ولا يحترم منهجية اشتقاق النعوت .
واستفظع الأمر فزعم أن من يخلط بين هذه الأشياء جهلا أو إهمالا أو تكاسلا لا يختلف عن العوام والأميين في شيء .
وقبل التعقيب نورد استهلالا لغويا موجزا في مبحث اشتقاق اسم الفاعل والنعت، فهاك منه مُصاصه و لُبابه:
كيفية اشتقاق اسم الفاعل الأمازيغي :
( يُشتق اسم الفاعل من فعل يدل على الحدث المجرد أو المحسوس ، ويحيل عامة على المنفذ الحقيقي للحدث الذي يُعبر عنه الفعل ) ( نحو الأمازيغية 67 )
كيفية صياغة اسم الفاعل الأمازيغي :
لبناء اسم الفاعل نلصق إحدى السوابق التالية ( am أو an ) بالجذع الفعلي ، وقد يلحق الجذع الفعلي تغيير في وضع الصوائت.
مثال :
الفعل yessen (علم) جذره SSN صياغة اسم فاعله : amassan (عالِم)
الفعل yemmer (سعد) جذره MMR صياغة اسم فاعله : anammar (سعيد)
ويصاغ اسم الفاعل كذلك من الاسم
مثال :
الإسم : amur (وَطَن) صياغة اسم فاعله : anamur ( وتعني وطني أو مواطِن) ، ويصاغ كذلك على : anmuri ( ويعني المُواطِن)
كيفية اشتقاق الصفة الأمازيغية أو النعت :
( تُشتقُّ الصفة عامة من الافعال التي يطلق عليها أفعال الحالة ، وتدل هذه الصفة على خاصية أو حالة أو ميزة أو لون أو كيفية أو نقص أو شكل أو عاهة أو موقف من طبيعة معنوية ، وعلى كل المفاهيم التي تدل عليها أفعال الحالة ) ( نحو الأمازيغية 71 )
كيفية صياغة الصفة الأمازيغية :
تصاغ الصفة أو النعت بإلصاق إحدى العلامات التالية ( a أو am أو an أو i أو u) وقد يصاحبه تغيير في الصيغة الفعلية.
مثال :
الجذر BRKN (اسود) صفته : abrkan (أسود)
الجذر MɣR (كبر) صفته : amqqran (انقلاب الغين قافا مضعَّفة) ( كبير)
الجذر MɣR (كبر) صفته : anmɣur ( كبير)
الجذر Dlu (اسود) صفته : iDili (أسود)
الجذر xcn (قبح) صفته : uxcin (قبيح)
الصفة المشبَّهة باسم الفاعل :
النعت المشبَّه باسم الفاعل أو الصفة المشبَّهة باسم الفاعل هي صفة تشبه اسم الفاعل في صياغته وفي اشتقاقه ، وهي في أصلها مشتقَّة من أفعال على صيغة اسم فاعل، وتقترب بعض أسماء الفاعل من الصفة المشبّهة إذا عبَّر الفعل الذي اشتقَّت منه على حدث مجرد مرتبط بقيمة وصفية أو كيفية لاسم الفاعل الذي يناسبه.
مثال مُبسَّط :
كلمة (اجتماعي) anamun هي صفة مشبَّهة باسم الفاعل ، أو هي اسم فاعل وصفة معًا ، مُشتقَّة من الفعل (اجتمع) yemun جذره MUN
نقول : (إنسان اجتماعي) afgan anamun
فكلمة (اجتماعي) anamun هي اسم فاعل مُشْتقّ من فعل يدل حدث ، يعبر عن المنفِّذ الحقيقي للحدث الذي يُعبر عنه الفعل ، وهذه الكلمة في حدٍّ ذاتها صفة تبيٍّن حال الموصوف (انسان) afgan المُتَّصِف بصفة الإجتماع.
وفي المؤنّث نقول : (امرأة اجتماعية)tamɣart tanamunt
وفي جمع المذكر نقول : (رجال اجتماعيون) irgazen inamunen
وفي جمع المؤنث نقول : (نساء اجتماعيات) timɣarin tinamunin
وكلمة (فقير و مُفْتقِر) ameZeluD هي صفة واسم فاعل في آن واحد ، مشتقَّة من فعل (أفقر)yezzeZleD جذره ZLD
نقول : (رجل فقير أو مفتقِر) aregaz amZeluD
فكلمة amZeluD صفة تبيِّن حالة الموصوف الذي هو الرجل وتصفه بأنَّه فقير، وهي كذلك اسم فاعل بمعنى مفتقِر.
وكلمة (فُكاهي) amzeDZi المُشتقَّة من الفعل (فَكَّهَ)yezeDZa جذره zdZ فهي صفة وفي السياق ذاته اسم فاعل .
نقول (ممثِّل فكاهي)asgebar amzeDZi فهنا جاء amzeDZi اسم فاعل.
ونقول : (عرض فكاهي) askan amzeDZi وهنا أتى amzeDZi صفة تصف الموصوف .
وغيرها من الأمثلة التي لايتَّسع المقام لبسطها، والتي تبيِّن أنَّ هناك تشابها بين الصفة واسم الفاعل ، بل يصل الأمر في بعض الأحيان إلى اعتبارهما شيئا واحدا .
وحريٌّ بنا في هذا المنعطف التعريج على تأصيل مُقعَّد للصفة المشبّهة باسم الفاعل للأستاذ محمد شفيق إذ يقول :
( الصفة المشبّهة باسم الفاعل يٌؤدَّى مفهومها في اللغة الأمازيغية بأربع طرائق :
أولاها : استعمال الفعل نفسه في جملة فعلية نقول مثلا :
(كَبُرَ الجبل) imqqur udrar
(صَغُرَ النهر) imZZey wasif
(عَمِيَ الرجل)iDDreɣel urgaz
وهذه الافعال كلّها أفعال شأن و صيرورة ، أي أفعال تعبّر عن الحال التي يوجد عليها الموصوف ، أو عن الحال التي صار إليها,
ثاَنِيَتُهَا : استعمال اسم الفاعل صفة نقول مثلا :
(السابق و الأوَّل)amezewaru
(المتأخِّر و الأخير أو الآخِر)amggaru
( الكابر و الكبير)amqqran
(الصاغر و الصغير)amZyan
(المفتقِر و الفقير)amZluD
(المتَّسِخ و الوَسِخ) amrku
كل هذه الصفات الأمازيغية مشتقَّة من أفعال على صيغة اسم فاعل.
ثَالِثَتُها : استعمال إحدى الصِّيغ الخاصة بالصفة المشبَّهة ، وهي صيغ متعددة نذكر منها السِّتّ التي تُتَداول بكثرة :
أَفْعْلاَلْ مثاله : (قصير)agzlal
ؤُفْعِيلْ مثاله : (أبيض)umlil
أَفْعُولْ مثاله : (غريب)anfur
أَفْعُّولْ مثاله : (أقرع)amjjuD
أَفُوعَالْ مثاله : (أعمى)abukaD
أَفِيعُولْ مثاله : (أعرج)ahizun
رابِعَتُها : استعمال الصيغة المسماة (الصفة المُشَبَّهَة بالفعل) وهي صيغة صَرْفية بين الصفة والفعل ، تشتقُّ من أفعال الشأن و الصيروروة .
تقول مثلا :
(الجبل الكبير)adrar imqquren
(الرجل الأعمى)argaz iDDreɣlen
فكل من imqquren و iDDreɣlen صفة مشبَّهة بالفعل ليس بينها وبين الفعل إلاَّ نون الوَصْفِيَة.)
(مقدمة المعجم العربي الأمازيغي ص 45 وما بعدها)
فليت شعري كيف أن باحثا في اللغة الأمازيغية كالأستاذ بلقاسم غضّ الطَّرف عن مسألة نحوية دقيقة كالصفة المشبَّهة باسم الفاعل ؟ وهل فعل ذلك قصدا أو عن غير قصد ؟
أو أن الأمر الْتبس عليه وطاش سهمه وصار يخبط خبْط عشواء، فما أبَتْ عليه أريحِيَّتُه إلاّ أن يصف كل من يخلط بين النعت واسم الفاعل بالعِيِّ و الأمِّيّ.
دعوى الخلط بين النعت واسم الفاعل
حشد لنا الأستاذ بلقاسم حشدا من تهويلاته فزعم أن كلمة amassan ليست نعتا بل هي اسم فاعل ، أي أنها ليست نعتا بمعنى (عِلْمِي) وإنما هي اسم فاعل بمعنى (عالِم) ، وأنَّ ussnan المشتقّ من tussna (عِلْم) هو النعت المناسب بمعنى (عِلْمِي) .
وإليك تفصيل ذلك :
كلمة amassan هي نعت واسم فاعل معا ، نعت بمعنى (عِلْمِي) ، واسم فاعل بمعنى (عالِم)
نقول :
(الرجل العالِم) argaz amassan
(البحث العِلميّ) arezzu amassan
amassan في المثال الأول اسم فاعل ، وفي المثال الثاني هو صفة مُشَبَّهة باسم الفاعل.
مثل كلمة (اجتماعي) anamun هي اسم فاعل وصفة معًا ،
نقول : (إنسان اجتماعي) afgan anamun
(المركز الاجتماعي) ammas anamun
و النعت أو الصفة على العموم تُشتقُّ من الفعل ، ولا تشتق من الإسم إلا نادرا ، لأنّ أغلب هذه الأسماء هي أسماء مصادر ، وأسماء المصادر مشتقَّة من أفعال .
والأستاذ بلقاسم اشتقَّ صفات من أسماء المصادر، وأكثر هذه المصادر هي أسماء مشتقَّة من أفعال ، فهل نشْتقُّ من المُشْقِّ أم من المُشْتقِّ منه ؟ بل هل نشتقُّ من الأصل أم من الفرع ؟
مثال ذلك :
اشتق من اسم المصدر tussna (عِلْمٌ) صفة ussnan (عِلْمِي) وكان الأجدر به أن يشتقَّها من الفعل yessen و جذره و مادَّتُه SSN وتكون الصفة بعد الاشتقاق من الفعل هي amassan (عِلْمِي) ،
و من تهاويله كذلك زعمه أن كلمة tamaddast ليست نعتا بل هي اسم فاعل ، أي أنها ليست نعتا بمعنى (تنظيمية) وإنما هي اسم فاعل بمعنى (المرأة المُنَظِّمَة) ، وأنَّtuddsant المشتقّة من tuddsa (المُنظَّمَة) هي النعت المناسب بمعنى (تنظيمية) .
وجوابه كالآتي :
كلمة tamaddast هي نعت واسم فاعل معا ، نعت بمعنى (تنظيمية) ، واسم فاعل بمعنى ( المُنَظِّمَة)
نقول :
(المرأة المُنَظِّمَة) tamɣaret tamaddast
(طريقة تنظيمية) taɣarast tamaddast
tamaddast في المثال الأول اسم فاعل ، وفي المثال الثاني هو صفة مُشَبَّهة باسم الفاعل.
مثل كلمة (صحافيَّة و صحفيَّة) tanɣemast هي اسم فاعل وصفة معًا ،
نقول : (المرأة الصحافيّة) tamɣaret tanɣemast
(ندوة صحفيّة) tinawt tanɣemast
واختلق اسم المصدر tuddsa توهَّم أن مدلوله يعني المنظَّمَة ، وفي أمهات معاجم اللغة الأمازيغية أنّ مدلول المُنظَّمة هو taduddust أو tamudust أو tasmdaddast وليس tuddsa
واشتق من اسم المصدر tuddsa صفة tuddsant (تنظيميّة) ، ورأينا أن اشتقاق الصفات من الأسماء قليل ونادر, وأنّ الإشتقاق من الأفعال هو الغالب ، وعليه تكون الصفة بعد الاشتقاق من الفعل yeddes جذره DDS هي tamaddast (تنظيميّة) .
ومن الفعل yessudds (نظَّم) tasuddsant (تنظيميّة)
إذن حصلنا بعد الإشتقاق على :
Tamaddast وهي اسم فاعل وصفة ، وتعني المُنَظِّمَة و تنظيميّة.
وtasuddsant مذكرها asuddsan وهي صفة فقط ، وتعني تنظيميّة و يعني مذكرها تنظيميٌّ .
ومن تهاويله التي أنكر فيها المزْج بين النعت واسم الفاعل والتي ختم بها محبور سطوره قوله أنّ anamur ليس نعتا وإنّما هو اسم فاعل فقط ويعني مُوَاطِن ، مؤنّثه tanamurt وتعني مُوَاطِنَة ،
وأنّ النّعت هو amuran ويعني وطني.
ولتفصيل هذا نقول :
كلمة anamur تستعمل اسم فاعل وصفة مشبّهة باسم الفاعل ، كقولك :
(انسان مُواطِن) afgan anamur وهنا جاء اسم فاعل
(رجل وطنيٌّ) argaz anamur وهنا أتى صفة مشبّهة باسم الفاعل.
و anamur مشتقٌّ من الإسم amur وهو من الحالات النادرة التي يقع فيها الإشتقاق من الأسماء،
وأمّا النّعت amuran فهو اشتقاق صحيح ويعني وطنيٌّ فقط.
وبالإضافة إلى anamur نستطيع أن نشتقَّ anmuri ومعناه مواطِنٌ كذلك، مؤنثُه tanmuri ومعناها مواطِنة.
إنكار الخلط بين اسم الفاعل والنعت ، والوقوع فيه
شدَّد الأستاذ بلقاسم النَّكير على من يخلط بين اسم الفاعل والنعت أو الصفة ، وفي ترجمته للدستور المغربي إلى اللغة الأمازيغية خلط بنفسه بين الصفة واسم الفاعل (!!) أثناء ترجمته لنصوص الدستور، ولم يحترم منهجية اشتقاق النعوت وأسماء الفاعل التي رسمها لنفسه ، و بذلك يتناقض مع نفسه ويقع فيما أنكره ، ويوغِلُ في الأغلاط التي اعتبرها فادحة وخطيرة والتي أنكرها على الإيركام .
ونذكر بعضها بإيجاز :
(الإعتقال التَّعَسُّفي) askurmet amekkarad ( ترجمة الدستور ص 77)
(التَّعَسُّفي) نعت أو صفة ل (الإعتقال) ، فبدل أن يستعمل النعت المشتقّ من الفعل (عَسَف، تعسَّف) (ikred) جذره KRD ، أو من اسم المصدر (الإعتساف) (tikkiridt) ، ويحترم الطريقة التي اعتمدها في اشتقاق نعوته من جذور الأفعال (ukkrid) أو (akrdan) ،أو من أسماء المصادر بزيادة(an) إلى آخر الكلمة(ikkiridan) ، استعمل اسم الفاعل ( ! ) (العسَّاف أو المِعْسَف) (amekkarad) ، ويكون بذلك قد مزج بين النعت واسم الفاعل ، ولم يلتزم منهجه الإشتقاقي للنعوت ، وسقط في الذي رمى به الإيركام ، واستباح لنفسه الخلط بينهما ، وأنكره على غيره ، والعجيب أنه اقتبس اسم الفاعل (amekkarad) من معاجم الإيركام ، وخصوصا معجم الأستاذ محمد شفيق (انظر المعجم العربي الأمازيغي ج 2 ص 104 و105)
ومن أمثلة خلطه بين النعت واسم الفاعل ترجمته لِ :
(الدِّينُ الإسلاميّ السَّمْحُ) (wajjed islaman anemmazzu) (ترجمة الدستور ص 22)
صفة ( السَّمْح) هي نعت ل (الدِّين) استعمل فيها اسم الفاعل (anemmazzu) عوض النعت المشتقِّ من الفعل (سَمُحَ) (immuza) جذره MMZ (ummiz) ، أو من اسم المصدر (السَّماحة) (amuzzu)،
بل أتعجب كيف سيشْتَقُّ نعتا من اسم المصدر (السَّماحة) (amuzzu) باستخدام طريقته الإشتقاقية الفريدة وهي زيادة(an) إلى آخر الكلمة ؟
واسم الفاعل (anemmazzu) استسقاها كذلك من قواميس الإيركام (انظر المعجم العربي الأمازيغي ج1 ص543)
ومن خلطه كذلك ترجمته لِ :
( والمُواطَنَةُ الملتزِمَةُ)(ed tmuri tanmmaɣant) (ترجمة الدستور ص 120)
والملاحَظ هنا أنّه استعمل كلمة (tamuri) بمعنى المُواطَنة ، وهذا دليل أنه أخذ هذه الترجمة من معجم الإيركام ، لأنّ ترجمة المُواطَنة هي (tamuri) المشتقّة من (الوطن) (amur) .
ومن أقوى الأدلة على تناقضه مع نفسه وخلطه بين (الوطن) و (المُواطِن) أنه لم يراعي الإشتقاق من لفظة (المُواطٍن) (anamur) ، لأنّ الإشتقاق من (anamur) هي (tinnumra) وتعني المُواطَنة ، وليس (tamuri) التي اكتفى بنقلها من القاموس الإيركامي .
ومن إخلالِه بما التزم به ، أنه لم يفرِّق بين اسم الفاعل والنعت بل جعلهما شيئا واحدا ، حيث استعمل اسم الفاعل (الملتزِمة) (tanmmaɣant) المشتقِّ من الفعل (التزم) (immuɣn) مكان النعت وخلط بينهما.
وممَّا سوَّدَهُ ومزج فيه بين اسم الفاعل و النعت ترجمته لِ :
(الإدارة المركزية) (tedbelt tanammast) ( ترجمة الدستور ص 360)
(السلطة المركزية) (tirna tanammast) ( ترجمة الدستور ص 357)
فكلمة (tanammast) نعت ل(الإدارة) و (السلطة) ، وهي في نفس السياق اسم فاعل مشتقّ من الإسم (ammas) الذي يعني (المركز)، فلماذا وظَّف اسم الفاعل بدل النعت وخلط بينهما ؟
والأحرى به والتزاما بما تعهَّد به أن يستعمل كلمة (ammasan) بإضافة (an) إلى آخِر كلمة (ammas) لا أن يخلط بين اسم الفاعل والنعت.
ونكتفي بما ذكرناه ، وفيما أوردناه من الأمثلة كفاية و غُنْية ، وإلاّ فالأمثلة كثيرة على خلط الأستاذ بلقاسم بين اسم الفاعل والنعت وهي مبثوثة في ترجمته للدستور المغربي إلى اللغة الأمازيغية ، و لايسمح حجم هذا المحبور ببسطها كلّها.
فليت شعري هل يدري الأستاذ بلقاسم ما يجري به قلمه من التهافت في إنكار المزْج بين اسم الفاعل والنعت ، وما يسطِّره سوادا في بياض يهدم آخره أوَّله وينقض أوله آخره ؟
وكيف يستسيغ لنفسه أن يخلط بين اسم الفاعل والنعت ، وينْقِم على الإيركام والإركاميين المزْج بينهما ؟
فمن الذي لايحترم منهجية اشتقاق النعوت ؟
ومن الذي يتسبب في إحداث الفوضى اللغوية و وترويج الأغاليط و ...؟
لاَ تنه عن خطإٍ وتأْتي مثله عارٌ عليك إذا فعلْتَ عظيمٌ


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.