إرهاق تام وفقدان الشهية وانتفاخ في الغدد اللمفاوية، وكذا حكة الجلد، تلك هي أعراض المرض السرطان الذي يأتي على النظام اللمفاوي. لاشك أن الداء يثقل كاهل المصابين به، لكن يرجى برؤه إن تم تشخيصه مبكرا. وينمو الداء ضدا على الخلايا اللمفاوية، التي عهد إليها الحكيم إصدار ردات فعل مناعية، وتتأرجح بطبيعتها المتفاوتة الخطورة بين ورمين؛ هما "هودغكينيان" و " نونهوديغيكيان". ففي تصريح صحافي بمناسبة اليوم العالمي للغدد اللمفاوية، الذي يصادف 15 شتنبر من كل سنة، أكد الدكتور المهدي التازي أن "انتشار الداء بالمغرب لا يمكن تحديده بالنظر لغياب سجل وطني، لكن تقديرات تشير إلى تشخيص 2000 حالة جديدة سنويا". وأوضح أن "الداء يمكن أن يصيب أي شخص في مراحل حياته المتعددة وعلى اختلاف علامات مرضه السريرية"، مسجلا أنه كلما شخص المرض في مرحلة متقدمة كانت فرص الشفاء متعددة. ويعتبر طبيب علم الأورام السابق بمستشفى سانت أنطوان بفرنسا، والمقيم حاليا في القنيطرة، أنه "من الأرجح إجراء فحوصات إن تمت ملاحظة انتفاخ في العنق، أو الإبطين والفخذ، أو إن تم الشعور بإرهاق وارتفاع غير مفهوم في درجات الحرارة، وتعرق شديد ليلا، أو فقدان الوزن دون سبب ظاهر". من جانبها، أوضحت نوال أحبدو الوزاني، المتخصصة في علم الأورام من نفس المدينة، أنه منذ عشرين سنة تم تسجيل تقدم جلي في مسلسل محاربة الداء، لاسيما عبر العلاج الكيماوي والعلاج الإشعاعي والعلاجات المستهدفة، أو عبر زراعة النخاع العظمي. وأكدت أن برنامج العمل يتم وفق نوعية الغدة اللمفاوية، ومرحلة الداء وحالة كل شخص، مسجلة الحاجة إلى برمجة علاج موات لكل مريض، خلال اجتماع تشاوري متعدد التخصصات، يشمل أطباء من كل التخصصات. وفي ما يتصل بالعلاجات، أكدت الوزاني أن جل الأدوية متوفرة بالمغرب، بالرغم من تجاوزها أحيانا سقف 20 ألف درهم للعلاج الواحد، مشيرة إلى أن مساهمة هيئات الحماية الاجتماعية تغطي على العموم نسبة 95 في المئة من تكاليف العلاج. كما قدرت معدل أمد عيش المصابين بالمرض في خمس سنوات، إذ انتقل من 42 في المئة سنة 1990 إلى 80 في المئة حاليا. وفي نفس السياق، أكدت رئيسة قسم أمراض الدم ب"مستشفى 20 غشت 1953"، أسماء قصار، أنه يتعين معالجة ثلاثة آلاف حالة إصابة جديدة بالداء سنويا بالمغرب، مشيرة إلى تحديد 2000 حالة سنويا في إجمالي الساكنة التي تبلغ حوالي 35 مليون نسمة. وسجلت الخبيرة نفسها أن أسباب المرض تبقى في غالب الأحيان مجهولة، بالنظر لتفشي الداء على نطاق واسع في دول العالم بفعل تأثير عوامل مناخية وارتفاع نسب أمل الحياة. *و.م.ع