مليون دولار للبنان..وبسكويت هنريس لانفكو يقول المثل المغربي "ئد أديك اوغيول وينو نيغت ضارت" "هل يكون الحمار في ملكيتي فاركب في الخلف "تعبيرا عن الإنسان المتعقل الذي لا ينسى حق ذاته في مقابل الذي يتنازل عن حماره ليسوقه غيره و يركب هو في الخلف لدلك أتساءل متى سيتعقل المغرب فيركب حماره بطريقة طبيعية. "" تذكرت هذا المثل/النكتة إبان كارثة انفكو و فيضانات الجنوب الشرقي و هي سارية كذلك على زلزال الحسيمة ففي السنة الماضية اودث كارثة غامضة بحياة أزيد من 30 طفلا بقرية انفكو نواحي تونفيت بخنيفرة إلا أن السلطات المغربية لم تكلف نفسها عناء التقصي و التصرف في هذا الأمر .في حين يتم يوميا استنزاف خيرات هذه المنطقة من غابات أرز و صنوبر لكن المواطنين (أطلقت عليهم اسم مواطنين رغم تحفظ الدولة المغربية) في دلك "القطب الجنوبي"تفرض عليهم غرامات مالية ادا ما ضبطوا" متلبسين"و هم يحطبون (كون كان عندهم مايلبسوا كاع مايطلعوا لجبل باش احطبوا) بدعوى الحفاظ على الغابة من الانقراض و الاستنزاف (مند عهد ماسينيسا و تيهيا و الناس يحطبون و لم نسمع يوما بالاستنزاف اوا هضرة جديدة هادي) ولكن الاستنزاف الحقيقي هو استغلال هذه الخيرات من طرف النخبة الموريسكية . و الى هنا فكل شيء مألوف في إطار مغرب وقاحة السلالة الأندلسية الطاهرة و بعودتنا إلى قضية المليار دولار فالأخت المطربة "لبنان " أصيبت بفاجعة ما اد افتضت بكارتها و حرمة وطنها من طرف عشيقها في السر السيد"إسرائيل" وباعتبارها من بنات هذا الوطن فقد أرسل لها المغرب تعويضا تضامنيا يناهز ملايين الاورووات .مرت أشهر قليلة على دالك الحدث" المفجع " و ادا بفيضانات الخريف و ما أدراك ما فيضانات الخريف تأتي على قصبات التابوت بالجنوب الشرقي –تنغير.ورزازات.الرشيدية...- و لان هذه المناطق من المغرب المستنفع منه لم تكن يوما مدللة من طرف السلاطين فقد وصلت الوقاحة بدولتنا السعيدة إلى إرسال بسكويت "هنريس" لمنكوبي الفيضانات .ويبقى للقارئ التعليق على وقاحة الدولة المغربية. و على ذكر الجنوب الشرقي خطرت ببالي قصة سائح ياباني مبرمج على زيارة تنغير و لما وصل إليها هذا السائح استغرب و لم يصدق انه في تنغير ما حدا به إلى سؤال احدهم عن دلك فأجابه الأخير بالتأكيد مازاد من خيبة أمل السائح اد قال في إنسانية تامة تحمل في طياتها نوعا من السذاجة اليابانية "لا اصدق أن هذه الرقعة البالية هي تنغير,إن أطنان الفضة التي تأتي من هنا توحي لك أن تنغير هي واشنطن المغرب" . إن ما لا يعلمه السائح الياباني عن منجم اميضر بتنغير (اكبر منجم للفضة بشمال إفريقيا) أن من يستغله و يستنزف خيراته هو- الهولدينغ الملكي اونا- كما لا يحق بتاتا لأبناء المنطقة الاشتغال فيه .فسكان الجنوب الشرقي يعيشون على تحويلات المهجرين كرها من أبنائه إلى أوروبا أما ورزازات أو هوليود إفريقيا كما يسميها الدليل السياحي لأجمل بلد في العالم _المغرب طبعا_ فقد صرح احد مسؤوليها بجرأة غير معهودة أن مداخيل السينما لا يدخل منها إلى ميزانية البلدية و لو درهم واحد و نفس الشيء بالنسبة لقرية المختطف الامازيغي الدكتور بوجمعة الهباز "اميني" التي تحوي مناجم للكوبالت . حقيقة لا يبقى امامي إلا أن اطلب من الدولة المغربية تغيير التسمية الاديولوجية "المغرب غير النافع" بتسمية حقيقية و ديمقراطية هي المغرب المستنفع منه في انتظار انفجار الأغلبية الصامتة الغارقة في غليان لا يندر بالخير مستقبلا. [email protected]