بث برنامج أمريكي يُدعى "الديمقراطية الآن" تقريرا حصرياً عن قضية الصحراء المغربية، بعد أن تمكن طاقمه من التصوير في مدينة العيون سنة 2016 بدون ترخيص من قبل السلطات المحلية. وركز برنامج "الديمقراطية الآن"، الذي أنجزته الصحافية الأمريكية المعروفة ايمي غودمان، على واقع حقوق الإنسان بالأقاليم الجنوبية، حيث تم نقل تصريحات لعدد من نشطاء جبهة البوليساريو بالداخل. وأورد البرنامج تصريحات على لسان والي جهة العيون الساقية الحمراء، يحضيه بوشعاب. غير أن طاقم البرنامج المتحيز للطرح الانفصالي نصب فخاً للمسؤول المغربي لحظة استقباله بمنزله، إذ عمد إلى بث مشاهد من جلسة الاستقبال بدون أخذ موافقة على تصوير الحلقة. ورداً على سؤال للصحافية الأمريكية حول تعامل السلطات المغربية مع الاحتجاجات في مدينة العيون، معتمدة في ذلك على تقرير سابق لهيومان رايتس ووتش، أكد الوالي يحضيه بوشعاب أن تقارير المنظمة الدولية "منحازة لأنها لا تتطرق إلى التجاوزات التي يقوم بها النشطاء الانفصاليون داخل المدينة"، مشيرا إلى أن "هذه المنظمة تبحث عن أجندة بالصحراء". وأوضح والي جهة العيون الساقية الحمراء، الذي كان يتحدث الإنجليزية بطلاقة، أن السلطات ترحب بالمظاهرات السلمية التي تعبر عن الرأي، ولفت إلى أن "مستوى احترام حقوق الإنسان بالصحراء أعلى من مستوى احترامها بالولاياتالمتحدةالأمريكية". وانفجر المتحدث غاضبا في وجه الصحافية الأمريكية قائلاً: "حتى في الولاياتالمتحدةالأمريكية لا يوجد احترام لحقوق الإنسان..لديكم أكثر من مليون شخص يعيشون تحت الأرض في مدينة نيويورك، ويأكلون الفئران، وعندما يمرضون تقوم الفئران بأكلهم"، بتعبيره. جبهة البوليساريو الانفصالية دخلت على خط تصريحات والي العيون، حيث حاولت صب الزيت على النار في العلاقات المغربية الأمريكية. واستغلت مواقع إعلامية مقربة من ميليشيات التنظيم الانفصالي المواقف التي عبر عنها المسؤول المغربي في برنامج "الديمقراطية الآن"، في محاولة تهدف إلى تقديم هذا الموقف الشخصي وكأنه يخص موقف الرباط من واقع حقوق الإنسان في واشنطن. يشار إلى أن برنامج Democracy Now يتم تمويله من خلال التبرعات من المستمعين، والمشاهدين، وبعض المؤسسات غير الربحية، وهو يُبث يومياً من خلال أكثر من 1000 شبكة للإذاعة والتلفزيون والأقمار الصناعية والكابلات في أمريكا الشمالية.