تسود الجزائر حالة من الفزع والترقب بعد تسجيل بؤر لمرض الكوليرا بعدة محافظات بوسط البلاد أصابت العشرات وتسببت في حالتي وفاة، وسط تطمينات من السلطات، التي تؤكد أن الأمر تحت السيطرة ولا يدعو إلى القلق. وكانت وزارة الصحة الجزائرية أعلنت في بيان، الخميس، تسجيل أول حالة وفاة بمرض الكوليرا في محافظة البليدة (جنوب العاصمة الجزائر)، وإصابة 41 آخرين بالمرض من بين 88 نقلوا إلى المستشفيات للاشتباه في إصابتهم. إلا أن الوزارة عادت، السبت، وأعلنت ارتفاع حالات الوفاة إلى حالتين، بعد أن لفظت امرأة (53 عاما) أنفاسها متأثرة بإصابتها بالكوليرا في البليدة، فضلا عن تأكيد إصابة 46 شخصا بالمرض والاشتباه في 139 آخرين. وأوضحت الوزارة أن المحافظات التي اكتشف بها المرض هي الجزائر العاصمة والبليدة (60 كم جنوب العاصمة)، وتيبازة (70 كم غرب العاصمة) والبويرة (100 كم شرق العاصمة) والمدية (100 كم جنوب العاصمة). ووفق الوزارة، فإن تلوث أحد منابع المياه هو سبب تفشي مرض الكوليرا بمحافظة تيبازة. وداء الكوليرا -الذي قضت عليه الجزائر منذ أكثر من عشرين عاما- مرض معد يسبب إسهالا حادا يمكن أن يودي بحياة المريض خلال ساعات إذا لم يلتق العلاج المناسب. والأطفال الذين يعانون سوء التغذية وتقل أعمارهم عن 5 سنوات، معرضون بشكل خاص لخطر الإصابة بالمرض. ومنذ الإعلان عن بؤر الوباء أصدرت وزارة الصحة الجزائرية بيانات وتصريحات متوالية، أكدت فيها أن "الحالات المسجلة معزولة والوضع متحكم فيه". وذكرت شركة "الجزائرية للمياه" الحكومية، المسؤولة عن توزيع مياه الشرب عبر البلاد، في بيان، الجمعة، أن المياه الموزعة عبر شبكاتها صحية ومراقبة بشكل يومي في كافة محافظاتالجزائر ال48. وأكدت الشركة على أنه يجب بالمقابل "مراقبة آبار الأفراد المنتشرة، وهي غير خاضعة للمراقبة في الغالب". وراجت أنباء عن أن مصدر الإصابات هو استهلاك فواكه مسقية بمياه صرف صحي في سهل المتيجة الزراعي الفاصل بين محافظاتالجزائر العاصمة والبليدة وتيبازة التي سجلت بها معظم الحالات. وضجت مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر، وخاصة شبكة "فيسبوك"، بعد الإعلان عن اكتشاف الوباء. وانقسمت آراء رواد تلك المواقع بين محذر من انتشار الوباء وبين ساخر من الوضع الذي وصلت إليه البلاد، حسب ما رصده مراسل "الأناضول". وفي السياق ذاته، قال مدير مستشفى "بوفاريك "الحكومي بمحافظة البليدة، رضا دربوش، في تصريح ل"الأناضول"، إن آخر إحصائيات سجلها المستشفى هي 117 حالة بين اشتباه ومؤكد، غادرت منها 28 حالة وبقيت 91 أخرى. وحسب المسؤول ذاته، فإن الحالات المسجلة توزعت بين 57 امرأة و28 رجلا و32 طفلا. وأشار المتحدث ذاته إلى أن الحالات المسجلة بالمستشفى مصدرها أساسا محافظات البليدة وتيبازة والبويرة (قريبة من العاصمة). من جهته، أفاد أحمد قايدي، الطبيب المختص في الأمراض المعدية، ل"الأناضول"، بأن الحالات التي ظهرت عليها الأعراض وتأكدت إصابتها يجب إخضاعها هي ومحيطها لإجراءات خاصة. وحسب قايدي، فإنه "من المهم جدا اتخاذ إجراءات خاصة بالمريض ومحيطه، لأن هناك احتمالا بأن يكون الشخص حاملا للبكتيريا وهو غير مريض". بدوره، ذكر محمد بوزهية، شقيق مصابة بالكوليرا، في حديث ل"الأناضول"، أن أخته التي تبلغ من العمر 26 سنة ظهرت عليها أعراض إسهال وقيء وأوجاع في المعدة بعد استيقاظها من النوم. وأوضح محمد أنه أبلغ شقيقته، التي تتلقى حاليا العلاج بمستشفى "بوفاريك" بأن هناك حديثا في التلفزيون عن ميكروبات مرض الكوليرا، وأنه لا بد من نقلها إلى المستشفى. كما ذكرت فاطمة، والدة المصابة، ل"الأناضول"، أن ابنتها أحست بآلام في المعدة وشكت في كون الأمر يتعلق بأعراض جانبية لعملية جراحية سابقة. وختمت قائلة: "لم أكن أعرف أنها مصابة". يشار إلى أن وزارة الصحة أعلنت في بيان، السبت، أنه تم التكفل بكافة المرضى بمستشفى "القطار" بالعاصمة ومستشفى "بوفاريك" بالبليدة، وكلاهما متخصصان في الأمراض المعدية والأوبئة. *الأناضول