اختارت مجلة "التايم" الأمريكية، في تصنيف تُصدره لأول مرة، مكتبة القرويين في مدينة فاس ضمن "أعظم 100 موقع في العالم" تجب زيارتها سنة 2018؛ وذلك ضمن تقرير دولي شمل ست قارات و48 دولة. وقالت المجلة العريقة إن اختيار مكتبة القرويين ضمن القائمة يأتي لأنها "أقدم مكتبة في العالم وتشد انتباه زائري مدينة فاس المغربية". وتعتبر خزانة القرويين بفاس إحدى أقدم الخزانات التراثية المغربية، إذ تأسست سنة 750 ه تحت إشراف السلطان أبي عنان المريني؛ وعرفت على مر الزمان عدة عمليات تهيئة وترميم وإصلاح في عهد الملوك العلويين، استمرت إلى عهد الملك محمد السادس. وقبل حوالي ثلاث سنوات من الآن أُعيد فتح المكتبة العريقة في العاصمة العلمية للمغرب، بعد ترميمها ضمن برنامج لإعادة الاعتبار إلى المباني العتيقة، رصدت له استثمارات ناهزت 30 مليون دولار. وتضمن البرنامج تأهيل وترميم وتجديد 27 موقعاً تاريخياً في المدينة، من بينها 11 من المدارس العتيقة و43 مدرسة قرآنية و83 ضريحاً وزاوية، و40 من الحمامات التقليدية، إضافة إلى 176 مسجداً من بينها جامع القرويين الذي يعد تحفة فنية عريقة في الهندسة والمعمار. وتضم مكتبة القرويين حوالي أربعة آلاف مخطوطة مفهرسة بطريقة إلكترونية علمية، منها مصحف يعود إلى نهاية القرن الثاني وبداية الثالث الهجري مكتوب بماء الذهب على رق الغزال بخط كوفي قديم، ونسخة من كتاب "العبر" لابن خلدون، بخط يده، أهداها إلى المكتبة حين كان يدرس في فاس، وقد اختارتها "منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة" (اليونسكو) ضمن التراث العالمي الإنساني. وتحتوي المكتبة المغربية كذلك على مخطوط نادر على شكل أرجوزة طبية كتبها ابن طفيل، وهي النسخة الوحيدة المعروفة في العالم لهذا المفكر والفيلسوف والطبيب، ومخطوط آخر لكتاب ابن رشد "البيان والتحصيل" مكتوب على رق الغزال ومذهب، وإنجيل مكتوب باللغة العربية يعود إلى القرن الثاني عشر الميلادي، إلى جانب 600 مطبوع حجري. وعلى مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا اختارت المجلة الأمريكية خمسة مواقع ثقافية هي: مركز "إثراء" (السعودية)، ومتحف "اللوفر" و"عالم وارنر" (الإمارات)، وجامع القرويين (المغرب)، وفندق ماريوت مينا هاوس (مصر). وجاء اختيار قائمة أعظم المواقع العالمية بناءً على عوامل ارتكز عليها التصنيف، بما فيها الجودة، والأصالة، والابتكار، والاستدامة، والتأثير.