في خطوةٍ خلّفتْ استياءً حقوقياً عارماً، ابْتكرتْ جبهة البوليساريو أسلوباً جديداً في مُسلسلِ معاركها ضد المغرب، بعد أنْ أشْرف بابا الفاتيكان، فرنسيس الأول، على اسْتقبالِ مجموعة من أطفال تندوف، الذين يقْضون الصيف بالديار الإيطالية، في إطار ما يُسمَّى "عطل السلام"، التي تسهرُ على تنظيمها الجبهة الانفصالية، بتمويل من مجموعة من الهيئات والمنظمات الدولية؛ الأسكندنافية على وجه الخصوص. وأظهرتْ صورٌ نشَرتْها مواقع مُقربة من التنظيم المعادي للمغرب أطفالاً يرتدون ألبسة تقليدية صحراوية، ويحملون "لوغُو البوليساريو"، خُصِّص لهم استقبالٌ إلى جانب مئات الأشخاص الذين جاؤوا من كل بقاع العالم لزيارة مقرّ رئاسة دولة الفاتيكان. "كما خصَّ البابا أطفالَ الجبهة بتحية سلامٍ؛ بينما قدموا إليه "هدية باسم الشعب الصحراوي، متمثلة في لوحة ترمز إلى السلام وحفنة صغيرة من تراب؛ كما سلموه رسالة خطية من الشعب الصحراوي"، وفق ما نقلته منابر مروجة لأطروحة الانفصاليين. ورغم أنّ مسؤولين في الجبهة حاولوا وضع هذه العملية في "حلة إنساني" من خلال الدعوة إلى "إحلال السلام والتسامح"، إلا أن موجة من الانتقادات الرافضة لاحقتْ خطوة الانفصاليين القائمة على استغلال الأطفال بشكلٍ مفضوح لخدمة أجنداتهم وربح موقف من دولة الفاتيكان. وفي هذا الصدد أدان رئيس جمعية منتدى الطفولة، عبد العالي الرامي، إن "هذا الاستغلال غير الأخلاقي من قبل البوليساريو للأطفال لأغراض سياسية وعقائدية خلال عطلتهم الصيفية"، وفق تعبيره. واعتبر الفاعل الحقوقي أن هذه الخطوة "ضربٌ للمواثيق والأعراف الدولية وجريمة وانتهاك جسيم لحقوق القاصرين"، وزاد: "الأمر يتعلق بحملة حقيقية للدعاية وجمع الأموال لفائدة الانفصاليين وأخذ تعاطف عالمي مع قضية غير عادلة ضد وحدتنا الوطنية"، معبرا عن أسفه "لكون البابا من خلال حفل الاستقبال ساهم في دعاية لجبهة "البوليساريو" تضرب العلاقة الطيبة التي تجمع بين المغرب والفاتيكان"، حسب تعبيره. وتبعا لذلك دعا الحقوقي ذاته المغرب إلى "مراسلة بابا الفاتيكان ومنظمة اليونيسف لما في الأمر من خطورة، واعتبار هذا التصرف ضربا للمواثيق الدولية ولحقوق الطفل ومبادئ السمحة للمسيحية والإسلام، مع عدم السكوت عن جرائم التجنيد التي تقترف في حق الأطفال بمخيمات تندوف". وفي سياقٍ آخر لفت الرامي إلى "ضرورة فتح تحقيق دولي عاجل من أجل وضع حد للفظاعات التي يتعرض لها السكان المحتجزون في مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري، حيث تحتجزهم "جبهة البوليساريو" كرهائن وليس كلاجئين"، داعياً إلى "اتخاذ الإجراءات اللازمة ومتابعة المسؤولين عن هذه الانتهاكات الجسيمة وفق الاتفاقيات الدولية الجاري بها العمل، مع كسر جدار الصمت الذي تصر "البوليساريو" على فرضه حول المخيمات". كما سجل المتحدث ذاته أن "العنف ضد الأطفال لا يقتصر على العنف الجسدي الممارس في حقهم، وإنما يشمل حرمانهم من فرص التعليم والحق في الترفيه والصحة والسكن؛ فضلا عن معاناتهم من سوء التغذية والتجارة بهم وتهجيرهم إلى إسبانيا أو ترحيلهم إلى كوبا للتدريب العسكري والتكوين الإيديولوجي".