يستغلُ مجموعة من الأشخاص الذين يمارسون "الرقية الشرعية" مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لعملهم، وجذب الناس، من خلال عرض الأسعار ل"إخراج الجن" و"فك السحر". ويستغل هؤلاء الرقاة صفحاتهم على "فايسبوك" للدعاية لأعمالهم، من خلال نشر إعلانات تحدد أسعار "إخراج الجن"، وعلاج الحسد، والعين، والسحر، وتفريج الهم والضيق، إلى جانب توفير الزواج والرزق، وهو ما قابلته موجة سخرية ونقد لاذع من قبل نشطاء الموقع التواصلي. العلاج بالقرآن، أو ما يعرف بالعلاج بالرقية الشرعية، بأسعار خيالية، يعيد إلى الواجهة وقائع توقيف مشعوذين متهمين بالنصب على الناس خلال حصص علاجهم بالقرية الشرعية، مثل واقعة تورط متهم في اغتصاب النساء وابتزازهن خلال اللقاء بهن، والنصب عليهن في مبالغ مالية ضخمة. وكان شخص يدعي أنه يقوم بالرقية الشرعية نشر مبالغ خيالية محددة في 10000 درهم من أجل إخراج الجن، وفي حالة وجود السحر يجب أداء مبلغ 5000 درهم، موضحا أن المبالغ يقوم بتجميعها للمساهمة بها في خزينة المركز الذي يُقدم هذه الخدمات، ومؤكدا ضمان نجاح إخراج الجن والسحر. ما بين النصب على الناس، وتفشي الجهل، تطرحُ الكثير من الأسئلة، خاصة أن المجلس العلمي لم يسبق له أن تدخل في مثل هذه الوقائع، لتحذير الناس وتوقيف من يوهمونهم بضمان الشفاء، بل بوجود الجن أو السحر. لحسن سكنفل، رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة الصخيراتتمارة، يرى أن "الرقية التي ذكرها عدد من العلماء لا علاقة لها بما يفعله هؤلاء المدعون الدجالون الأفاقون"، موضحا أنها "استشفاء بالقرآن وبالأذكار المأثورة عن الرسول عليه السلام، وقد تكلم عنها مجموعة من العلماء، أبرزهم الإمام ابن قيم الجوزية في كتابيه: الطب النبوي والروح". وأوضح سكنفل، في تصريح لهسبريس، أن رأي علماء الأمة واضح في هذه السلوكات "المنافية" للعلم الشرعي، والتي يمارسها هؤلاء، من قبيل الكذب، والبهتان، والدجل، وادعاء علم الغيب، والاشتغال بالسحر، مشددا على أن "الدجل والخرافة من أهم دلائل التخلف على جميع المستويات، ثقافيا وفكريا وشرعيا وحضاريا، والجهل بحقائق الدين من أهم أسباب هذا التوجه لدى كثير من المسلمين في سائر البلاد". وأضاف المتحدث أن ما يروج من انتشار للرقية الشرعية هو ارتزاق من طرف أشخاص "أميين"، يمتهنون هذا العمل من أجل "جلب أموال طائلة بدون جهد ولا عمل، مستغلين الجهل المطبق بحقائق الدين لدى فئة عريضة من الناس رجالا ونساء شيوخا وشبابا، والخلط العجيب بين الإيمان بالدجل والخرافة وبين الإيمان بالغيب كما جاءت به العقيدة الإسلامية، وأكدت عليه مبادئ الدين". واستغرب سكنفل وقوع فئة عريضة من المثقفين والمثقفات في الخلط بين الخرافة والدجل وبين الإيمان بالغيب، مؤكدا أنه لا بد من خلق جو فكري صحيح ووعي ديني صحيح لمحو أفكار الشعوذة والدجل والخرافة، من خلال "مناهج التربية والتعليم، والبرامج الإعلامية عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، والتوجيهات الدينية عبر خطب الجمعة ودروس الوعظ". *صحفية متدربة