اعتبر عبد القادر الزاير، نائب الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، أن دعوة الملك محمد السادس، في خطاب العرش، حكومة سعد الدين العثماني إلى إجراء الحوار مع النقابات "تؤكد وجود اختلال واحتقان". وقال الزاير، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "أن يصل الأمر إلى أن يعطي الملك توجيها للحكومة من أجل إجراء الحوار الاجتماعي مع المركزيات النقابية فهذا معناه أن هناك اختلالا، وأن الاحتقان يتزايد ...". ولفت المسؤول النقابي إلى أن "خطورة الوضع الاجتماعي والاحتقان الذي وصل إليه تقتضي هذا التدخل لتسوية القضايا والمطالب المعلقة، وبالتالي تجنب كل ما من شأنه أن يؤثر على الاستقرار"، وفق تعبيره. نائب الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل عبر عن أمله في أن تكون حكومة سعد الدين العثماني، بعد الدعوة الملكية، في مستوى التوجيهات وتطلعات النقابات والشغيلة لإعادة الاعتبار لها. وأوضح الزاير، ضمن التصريح نفسه، أن المركزيات النقابية مستعدة للتفاوض والجلوس إلى طاولة الحوار مع الحكومة في حالة ما تم توجيه الدعوة إليها، مؤكدا في الوقت نفسه أنها مستعدة للدخول في برنامجها النضالي إذا ما لم تستجب لتطلعاتها وطموحاتها. ولازال الحوار الاجتماعي بين الحكومة والمركزيات النقابية متعثرا، بل ومتوقفا، إذ ترفض النقابات الصيغة التي جاءت بها السلطة التنفيذية في ما يتعلق بأجور الموظفين والتعويضات العائلية. وكان الملك محمد السادس أكد في خطابه بمناسبة عيد العرش أن "الحوار الاجتماعي واجب ولا بد منه، وينبغي اعتماده بشكل غير منقطع"، قبل أن يدعو الحكومة إلى أن "تجتمع بالنقابات، وتتواصل معها بانتظام، بغض النظر عما يمكن أن يفرزه هذا الحوار من نتائج". وشدد العاهل المغربي على ضرورة إنجاح هذا الحوار، وذلك عبر "استحضار المصلحة العليا، والتحلي بروح المسؤولية والتوافق، قصد بلورة ميثاق اجتماعي متوازن ومستدام، بما يضمن تنافسية المقاولة، ويدعم القدرة الشرائية للطبقة الشغيلة في القطاعين العام والخاص".