تستمرُّ مساعي شركة "دانون سنطرال" لفتحِ صفحة جديدة مع المستهلك المغربي وتجاوز تداعيات حملة المقاطعة التي هَوَتْ بأرباحها إلى مستويات غير مسبوقة في سوق البورصة الوطنية، إذ ابْتكرت المجموعة الفرنسية نموذجا جديدا تطمحُ من خلاله إلى "التواصل مع المواطنين المغاربة والاستماع إلى آرائهم واقتراحاتهم بغية تحديد ثمن يناسب الجميع". وأعلنت الشركة الفرنسية أنها شرعت في تنفيذ حملة تواصلية جديدة تحت عنوان "نتواصلو ونواصلو"، بعد الحملة السابقة التي أطلقتها خلال شهر رمضان تحت شعار "خلينا نتصالحو"، مضيفة أنها "بدأت في تنفيذ أولى خطواتها لتحديد السعر الجديد لمنتج الحليب، وذلك في إطار الالتزامات الثلاثة التي أعلنها مانويل فابير، الرئيس المدير العام للشركة، في ندوة نظمت قبل أسابيع في مدينة الدارالبيضاء، لتجاوز آثار حملة المقاطعة التي طالت منتجات الشركة. وتتمثل الخطوة الأولى لهذا الإجراء في نزول أزيد من 1000 مسؤول في شركة سنطرال-دانون إلى الشارع والتواصل مع المواطنين وأصحاب المحلات، وفتح النقاش حول "النموذج الجديد"، واستقبال الاقتراحات في هذا الشأن الذي يهم تحديد السعر الجديد للحليب، إذ من المرتقب أن تُعقد حوارات تواصلية في كل من مراكش، والدارالبيضاء، وطنجة، ومكناس، للوصول إلى "حل يرضي الجميع"، حسب بيان للشركة. ويأتي تحرك المجموعة الفرنسية في وقت اعترف مديرها المالي "سيسيل كابانيس" بأن حملة المقاطعة التي انطلقت في وسائل التواصل الاجتماعي كبدت الشركة خسائر وصلت إلى 40 في المائة من مبيعاتها في سوق الحليب بالمغرب، التي كانت تشكل 6% من مجموع مبيعات "سنطرال دانون" حول العالم. وسبق للمجموعة الفرنسية أن استبعدت في وقت سابق مغادرة السوق المغربية، معلنة أنها "ستعمل على تخفيض سعر الحليب المبستر إلى مستويات لن تحقق معها أي ربح مالي في ما يخص هذا النشاط التجاري المقتصر على الحليب الأكثر استهلاكا في أوساط الأسر المغربية". وفي هذا الصدد، أورد عبد الجليل لقايمي، الناطق الرسمي باسم شركة "سنطرال دانون"، أن الأخيرة مستمرة في تطبيق الالتزامات التي أعلنها مديرها العام إيمانويل فابيير خلال زيارته الأخيرة إلى المغرب. وأكد لقايمي أن "سنطرال دانون" اتخذت خلال زيارة مديرها إلى المغرب ثلاثة التزامات؛ أولها "الشفافية حول الأثمان والجودة"، ثانيا "عدم تحقيق أي ربح في ما يخص الحليب الطري المبستر"؛ وأخيرا "وضع الثقة التامة في كل من يخصه أمر الحليب الطري المبستر لإيجاد الثمن المناسب والمنصف للجميع". وأضاف لقايمي، في شريط بثته القناة الرسمية للشركة، أن السعر الجديد لهذه المادة الحيوية لن يتم إعلانه إلا بمشاركة كل المعنيين حتى يكون ثمنا مناسبا ومنصفا للجميع، مورداً أن "سلسلة من اللقاءات ستعقد خلال الأيام المقبلة لتنزيل مضامين هذه الخطة على أرض الواقع".