لمْ يتأخر ردُّ المغرب على مُقترحات الأوروبيين بشأن ضبْطِ تدفق المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين على سواحل الجنوب الأوروبي، فقد اشْترطت الرباط الحُصولَ على عائدات مالية قدّرت قيمتها بحوالي 60 مليون أورو، من أجل الانخراط في أكبر عملية تقودها الدول الأوروبية من أجل مكافحة الهجرة غير النظامية، التي تنشط خلال هذه الفترة من السنة. وفيما يُشبه مُوافقته رسمياً على دعوات الأوروبيين اعترف المغرب بحاجته إلى وسائل لوجيستيكية من أجل كبْح موجة جديدة من المهاجرين الأفارقة الذين باتوا يصلون إلى شواطئ إسبانيا بشكلٍ متزايدٍ وبأعدادٍ غفيرة هذه المرة. وقام مسؤولون من وزارة الداخلية المغربية بصياغة قائمة طويلة من المعدات التي يحتاجها، من سيارات ومروحيات ومعدات مكافحة الشغب ورادارات، تبلغ قيمتها 60 مليون أورو، من أجل مكافحة الهجرة غير النظامية. وذكرت وسائل إعلام إسبانية أن المغرب أعلن حاجته إلى 60 مليون أورو، قيمة مروحيات وتجهيزات مضادة للغرق ورادارات ووسائل نقل حديثة تتماشى مع التحديات التي ترفعها السلطات المغربية على مستوى "النقط السوداء"، التي تعرف نشاط المهربين لمواطنين يحلمون بالوصول إلى أوروبا والشبكات الإجرامية الخاصة بتهريب البشر عبر بوابات شمال المملكة، واقتحام السياجات الحدودية البرية للمدينتين المحتلتين سبتة ومليلية. ووفقا لمصادر إسبانية، فإن فيرناندو غراندي مارلاسكا، وزير الداخلية الإسباني، قام بالفعل بإرسال قائمة المطالب المغربية إلى بروكسيل، من أجل تمويلها من قبل الاتحاد الأوروبي. وترغب أوروبا، من خلال هذه الشراكة، في مواجهة الهجرة غير الشرعية؛ من خلال تحسين إدارة الحدود وتوفير الحماية والمساعدة المستعجلة للمهاجرين المستضعفين، وفق تعبير المفوضية الأوروبية. وتبحثُ أوروبا عن وسائل جديدة لثني المهاجرين غير الشرعيين عن بلوغ القارة العجوز، إذ لم تُفلح التشريعات الجديدة التي تبناها الاتحاد الأوروبي في ثني آلاف المهاجرين عن ركوب المغامرة للوصول إلى أوروبا؛ وهو ما حذا بالمجلس الأوروبي إلى دعوة دول شمال إفريقيا إلى التعاون ومد اليد من أجل تجاوز واحدة من أشدّ الأزمات التي تشهدها دول أوروبا. وكانت صحيفة "غارديان" البريطانية قد نقلت أنّ المجلس الأوروبي يدعم بقوة فكرة نصب ملاجئ خاصة بالمهاجرين الذين يستقرون في شمال إفريقيا، مضيفة في قصاصة لها أن "هذا الإجراء من شأنه أن يحدَّ من تحرك المهاجرين الذين باتوا يصلون إلى أوروبا بالآلاف، كما سيوفر لهم الحماية الضرورية، خاصة بالنسبة إلى الأطفال والنساء". ووصل إلى إسبانيا عن طريق المغرب حوالي 18016 مهاجرا بداية عام 2018، فيما ترجح غالبية التقارير بأن العدد سيشهد ارتفاعا كبيرا نظرا للظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها الدول الإفريقية جنوب الصحراء.